البيت البحري
1. تعريف: البيت البحري: هو البيت الواقع في المدينة ويكون مميزاً عن غيره من المنازل الأخرى من حيث البناء.
2. تخطيط البيت البحري: يحتوي البيت البحري على طوابق: أرضي وعلوي، يتألف الطابق الأرضي على عدد من الدور بين 2 - 5 دور، ومطبخ ومجلس ويكون عند مدخل البيت، وحمامين أحدهما داخل البيت والآخر عند مدخل البيت، ويحتوي على فناء مغطى، وهذا الفناء يكون في وسط البيت لاجتماع أفراد العائلة أو مجلس للنساء.
3. وصف بناء البيت والأدوات المستخدمة في عملية البناء:
وعند بناء البيت في المنطقة تحفر أساسات البيت على عمق يترواح من 1 - 2م تقريباً بعد أن تسوى الأرض المراد البناء عليها. وقد يشارك أصحاب البيت في عملية البناء مع العمال الذين يتقاضون أجراً يومياً مقداره روبية إلى روبيتين، وهذا كان قبل ستين سنة.
وبعد أن تحفر الأساسات بواسطة آلات يدوية تعرف أو تسمى الصخين ([1] ، والقدوم [2] ، والكزمة [3] ، يصل عرض حفرة الأساسات إلى ما يقارب 65 - 75 سم تقريباً، والذي يمثل عرض الجدار عندما ينشأ. ويكون حجر الأساس من نوع المداميك الحجرية الكبيرة من نوع الحجر الجيري الذي يؤتى به من المنطقة، وذلك لوقوع المنطقة غربي البحر، حيث أنشئت في المنطقة كثير من الأحياء السكنية من قبل أهالي المنطقة الذين يعملون في الأعمال الحكومية وغير الحكومية.
بعد أن ترفع أساسات البيت عن سطح الأرض قليلاً تراعى فتحات الأبواب، وبعد أن يصل ارتقاع الجدران إلى حوالي 145 سم أو أقل من ذلك عن سطح الأرض تظهر النقائل [4] في عرض الجدار، وتوجد هذه النقائل في أغلب الأحيان داخل الدور، وفي الجدار الذي يفصل بين الغرف والرواق.
والمسافة التي كانت تترك بين النقيلة واخرى أقل من 1م أو أكثر حيث يصل عرض النقيلة حوالي 35 سم، وطولها يمثل عرض الجدار حوالي 65 - 75 سم، وارتفاعها يمثل ارتفاع الغرفة. ويستعمل في بناء النقائل القطع الحجرية المتوسطة والحشوات الصغيرة، وتوضع هذه الحجارة بعد أن تهذب وتنظم أشكال هذه الحجارة حسب الموضع أو المكان المخصص لها تعرف باسم بناء الصلوخ [5] . أما الحجارة التي تبنى بها بقية الجدران فإنها توضع بغير تهذيب، والطريقة متراصة حيث تملأ الفراغات بالحشوات الحجرية الصغيرة، وعندما يتم وضعها داخل الجدار تسمى ساف [6] .
وفي هذه المرحلة ظهرت بارعة المهندس المعماري في تلك الفترة حتى يومنا الذي عرف لمهارته بالاستاذ [7] فنراه يهديه ابتكاره للإستفادة من الفراغات الكبيرة في الجدار بين النقائل ليجعل منها خزائن [8] بواسطة النقائل الحجرية، والتي كانت داخل الغرف أو في داخل الرواق، وقد عملت هذ المخازن أولاً وأخيراً لتخفي الضغط على عاتق الجدار، وعدم تكلفة صاحب البيت، وهذه الميزة امتازت بها العمارة الإسلامية.
وعندما يصل ارتفاع الجدار إلى 2 م توضع العوارض الخشبية المأخوذة من جذوع النخيل بعد تشريح الجذع إلى أربعة أجزاء طولية توضع هذه العوارض على امتداد طول الجدار، وبعد أن توضع قطع عرضية صغيرة بعرض الجدار في مقدمة ومؤخرة هذه العوارض الطولية؛ وذلك لجعلها مستقيمة على الجدار، وتحشى هذه العوارض بالحشوات الحجرية الصغيرة، ومن ثم تربط هذه العوارض بواسطة الحبال من ليف النخل.
وتمثل هذه العوارض عملية الربط بين الجدران بعضها البعض، وهي تعادل الجسور حالياً في العمارة الحديثة، ثم تستمر عملية البناء إلى أن يصل إلى السقف، فتوضع عوارض خشبية أسفل السقف، وهذه العوارض الخشبية من الجندل [9] ، ويوجد في أسفل هذه العوارض الخشبية معظم الأحيان فتحات التكييف بعضها مزخرف والبعض الآخر غير مزخرف، والتي يتم في أغلب الأحيان فتحها في كل من الجهة الشمالية والغربية؛ وذلك لاستقبال التيارات الهوائية القادمة إلى المنطقة من هاتين الجهتين، وهذه الفتحات تعرف باسم الرواشين [10] ، وهذه المرحلة تمثل مرحلة الانتهاء من الدور الأول لبناء البيت.
أما الدور الثاني من البناء يكون من ناحية التسقيف فقط، بحيث نجد تخطيط الغرف معمول، وذلك عندما تم الانتهاء من بناء الدور الأرضي، فعندها يتم وضع العوارض الخشبية على جدران الغرف، وهذه العوارض الخشبية من أخشاب الجندل، ويفرش فوق هذه السيقان الخشبية شرائح من الخشب الخيزران متوج بطريقة صناعة الحصر، ومن ثم يفرش فوق شرائح الخيزران الباسجير [11] ، ومن ثم يغطي بطبقة كثيفة من الطين والقطع الحجرية الصغيرة على الجوانب؛ وذلك لمنع تسرب الطين إلى الأسفل، وبعدما يوضع الطين فوق السقف يتم مسحه بواسطة لوح خشبي. وعند الانتهاء من السقف يشيد سطح البيت [12] ، بحيث تحيط به الجدران الأربعة. على ارتفاع 1.5 - 1.8 مترا.