الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

نظام الأسرة

نظام الأسرة
من التقاليد التي كانت متبعة عندنا حتى عهد قريب نظام العائلة الممتدة، وهو مازال حيا في بعض المناطق، لاسيما في القرى والأرياف، وهو ان يكون كبير العائلة هو عميد الأسرة، الذي بيده الحول والطول ومقاليد الأمور، والسيد المطاع الذي لا ينازع وهو المسؤول عن رعاية أفراد العائلة وهو المكلف بإطعامهم وكسوتهم والإنفاق عليهم.
ويمثل كبير العائلة الحاكم بأمره في الأسرة، والملك غير المتوج الذي يحكم رعاياه ضمن مملكته الصغيرة، فكلهم ينتظمون في خدمته، ويدورون في فلكه، ويقدمون له الطاعة والولاء، لذلك فهم لا يملكون التصرف في أمر من شؤونهم الخاصة، ولا يعملون شيئا الا بإذنه، كما ان الفتاة لا تملك من أمرها شيئا، فمصيرها مرهون بيد عميد الأسرة، يزوجها من شاء، ويرفض من شاء، وليس لها حق الاعتراض، وعلى العموم كان النظام القبلي بجميع مظاهره يطغى على أوضاع مجتمعنا في عصر مضى.
لقد كان نظام الأسرة يخضع في تماسكه الى عامل اقتصادي واجتماعي، أما في هذا العصر الذي توفرت فيه أسباب الرزق، وتأثر الفرد بالأنماط الاجتماعية الحديثة، فقد طغت النزعة الاستقلالية على تفكيره، وبدلا من ان تكون العائلة مؤلفة من عدد من الأسر في الماضي، أصبحت لا تشتمل الا على أسرة واحدة مؤلفة من الزوجين وأطفالهما في الغالب، وهي الأسرة النووية كما يسميها علماء الاجتماع.