الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

الحرب العالمية

الحرب العالمية الثانية
في مساء 19 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1940، وتحديداً في تمام الساعة 2:20 صباحاً بتوقيت البحرين، دخلت الطائرات الحربية الإيطالية لأجواء البحرين وشنت غارة متواصلة على معمل التكرير (بابكو) وألقت 92 – وقيل 82 – قنبلة بالقرب من المعمل وتبيّن أن الطائرات كانت قادمة من جزر الدوديكان الواقعة على بعد 2800 ميل من جزيرة البحرين.
وفي خضم التفجيرات سارع مدير شركة بابكو بالذهاب إلى موقع المصفاة وأمر بإشعال الأضواء بقوة؛ ما جعل المنظر يماثل الحريق، وهذا ما جعل الإيطاليين يعتقدون أن أهم هدف في البحرين دمر وأن الحرائق ترى من بعد مئات الأميال.
الإنجليز اتخذوا احتياطهم المسبق لمثل هذه الغارات، فقد كدسوا تلالاً من السعف وجريد النخل الذي جمعوه من مزارع القرى القريبة من «بابكو» كالعكر والنويدرات والمعامير وسترة، وأثناء الغارة قاموا بإطفاء جميع الأنوار في الشركة وأشعلوا السعف بالنار للتمويه ونجحت الخطة حيث غادرت الطائرات أجواء البحرين بعد مشاهدة النيران تشتعل في الموقع.
(راديو روما) حسم الأمر في الساعة الثامنة صباحاً حين أعلن أن سلاح الطيران الإيطالي دمر البحرين، وقد ترك الحرائق مشتعلة فيها إلى درجة أن قُوّاد الطائرات كانوا يرون الحرائق تشتعل من بعد مئات الأميال.
وفي شهر يونيو/ حزيران من العام ذاته، قرعت صفارات الإنذار معلنة وقوع غارة جوية ثانية على معمل التكرير، وهذه المرة عبر الطيران الحربي الياباني فأصيب الناس بالذعر والهلع ولكن سرعان ما تبيّن أنها أخبار كاذبة.
وخلال فترة الحرب لمدة سبع سنوات، عاش أهل البحرين بين الخوف والجوع،ويذكر بلغريف في مذكراته أن العديد من مدارس البحرين في فترة الحرب العالمية حفروا فيها خنادق أو ملاجئ تحت الأرض في حدود المدارس، وذلك للاحتماء بها من القصف والغارات،
وكانت لبعض القرى ملاجئ صغيرة وبعضها تحتوي على مغارات صغيرة وقنوات مائية كان الناس قد هيأوها للاختباء فيها، وعلى سبيل المثال، فقرية العكر كانت توجد بها مغارتان وهما عبارة عن قناتين لمياه طبيعية كانتا مهيأتين لهذه المهمة كما ذكر أحد كبار السن من أهالي قرية العكر.