شروط قبول التعليم :
تشترط المعلمة في قبول الوليدات على أهل المتعلمين قبل التعلم ببعض الشروط التي يجب أن تتوفر فيهم وأبرزها الأمانة والشرف والمصداقية والنزاهة والأخلاق والانتظام وإن جاءهم متعلمًا متحولاً من معلمة سابقة للتعلم لديهن يشترط تزكيته من قبل المعلمة الأولى بأن تشهد له بالخصال الحميدة وبحسن السيرة والسلوك حتى ينضم إلى صفوفهم كل ذلك حرصًا من المعلمة على سلامتها وسلامة وليداتها من الانحراف .
الوقت :
هناك وقتين للتعليم في اليوم الفترة الصباحة يبدأ دوامها من الصباح الباكر حتى أذان الظهر والفترة المسائية .. و يبدأ دوامها من بعد وجبة الغداء حتى أذان المغرب .
الأجرة :
طبعًا تؤخذ من المتعلمين أجرة وبشكل أسبوعي وعادةً ما تكون يوم الأربعاء الذي هو ما قبل العطلة الأسبوعية وهي يومي الخميس والجمعة و ذلك للراحة والتفرغ والاستعداد للعبادة بليلة الجمعة ويومها وقيمتها خمسة وعشرون فلسًا ( أربع آنات ) من عملة ذلك الزمن حتى وصلت لـ( ربيه ) أسبوعيًا أي مائة فلس, ولحفظ كل جزء من القرآن يُقدم للمعلمة مبلغًا من المال وإما أجرة جزء عم تُعطى المعلمة أكثر من بقية الأجزاء والسبب أنه يعتبر من الأجزاء التي تكلف الوقت والجهد للمعلمة لكون أن في مقدمة هذا الجزء أهم أساسيات تعليم القرآن من تهجئة الحروف وإعراب الكلمات .
المكان :
تخصص المعلمة جزء واسع وبارز من البيت للتعليم مفتوح مظلل ,و مهوى بالصيف وبالشتاء داخل اللياوين المسترة لحماية الوليدات من البرد.
يجهز للوليدات جرة ماء بلاستيكية لحفظ الماء مع بعض الثلج وقديمًا جرة مصنوعة من الطين (حب) مع كاس من المعدن يتحمل الشطحات ويقوم بملئه وتجهيزه الوليدات أنفسهم.
عدد التلاميذ والتلميذات:
ويعتمد عدد الوليدات على حسب خبرة المعلمة ومكانتها ومساحة البيت والمكان المخصص للتعليم وكذلك نوعية التنظيم المتبع في التعليم وكلما زادت خبرة ومكانة المعلمة ومساحة المكان زاد عدد الوليدات وبالعكس,
تستغل المعلمة وجود الكم الكبير من الوليدات فتحضر لهم بعض المواد الغذائية الخفيفة كالبسكويت وأكياس الشبس ورقائق البطاطس والآيسكريم وبعض المكسرات(حب الرقي وحب الفساد وحب الشمسي ) وبعض المشروبات الغازية لبيعه عليهم لسد الجوع عند الحاجة , وقديمًا يباع على الوليدات حلوى السمسم وبعض المكسرات كحب الرقي وغيره ومشروبات غازية .
الزي والملابس:
تحرص المعلمة على أن يحضر المتعلمين بلباس الحشمة والوقار وبالخصوص الفتيات وإن كان لباس الحشمة هو السائد والمتبع في المجتمع البحراني الأصيل, وهو السروال الواصل لأقصى القدمين والنفنوف الساتر للرقبة واليدين حتى الأصابع والبخنق أو الحجاب مع مراعاة الحشمة في الحركات وليس هناك شكل و لون معين للباس كالمدارس الرسمية.
المكافآت الحوافز:
بعض المعلمات تخصص هدايا عينية أو مالية أو بعض الحلويات للمجتهدين والمؤدبين والصالحين كحوافز ويكونوا لديها من المقربين وبالخصوص إذا كان المتعلم فقير .
العقوبات:
لا تترك المعلمة الأمور من غير متابعة وملاحظة وبالخصوص في جمع من الأولاد والبنات وفيهم من هو شري الطبع وسيئ السلوك فللمعلمة عينان , عين موجهة على من تدرسه وعين تراقب الأوضاع والسلوك والحركات للمتعلمين فترصد كل حركة غير مناسبة من حولها والكثير من المعلمات تخصص عيون غير عينيها لترصد وتراقب من لم يتحرك أمامها وبالخصوص في الفترات التي تخرج فيها لحاجة قصيرة المدة أم طويلة , تمسك المعلمة بيدها في الغالب عصا لتعاقب مباشرة من يعاند أو يقصر أو يعبث , وبعض المعلمات أو المعلمين من يعاقب المعاند أشد العقوبة التي تصل للضرب المبرح وأمام التلاميذ ومن لم يصلح منهم وبعد عدة عقوبات فالعقوبة النهائية الطرد من التعليم .
يقوم المتعلمون بواجبات كبيرة في بيت المعلمة وتصبح المعلمة كملكة النحل في الخدمة والرعاية فالبنات يقمن بطهي طعام بيت المعلمة وتجهيزه من فطور وغداء وحتى العشاء وغسل الأواني وغسل الملابس ونشرها وتجهيزها في خزانة الملابس وتنظيم غرف النوم بما فيها غرفة نوم المعلمة والتي توكل على من تثق فيهن أكثر ويقمن بكنس الحوش ورشه بالماء كي لا تثير ترابه الرياح وتنظيف حظيرة البقر والغنم وحلبها إن وجدت . جلب الماء من العيون قديما إن لم يكن في البيت جليب أو موصل بالماء .
وتقوم بعض المعلمات بتعليم تلاميذها بعض الأمور الدينية من أصول وفروع الدين وكيفية الوضوء والصلاة وبعض الأحكام الشرعية والبعض الآخر منهن يتعلمن الطبخ من خلال متابعتهن المعلمة أو زميلاتهن في المطبخ أو من خلال إرشادات المعلمة كإفعلي كذا وكذا من أثناء الطبخ وغيرها قبل أن تنتهي فترة التعليم تكون قد أتقنت الطبخ أيضا.
أما الأولاد فدورهم في الخدمة شراء بعض المواد الغذائية كالخبز أو الكباب …إلخ من سوق الجامع مثلا للفطور ومساعدة أبناء المعلمة في بعض مهامهم إن وجدت والمساعدة في إصلاح بعض أجزاء المنزل من حظائر وغيرها. أو جلب الكاز (بالعربانه)
مقام المعلمة الإجتماعي :
للمعلمة مقام سامي في المجتمع في مقدمة على غيرها من النساء وخصوصا الكبار منهن ينصح الأهالي أولادهم وبناتهن لمعلمتهم بالتبجيل والتقدير والتوقير والسمع والطاعة وحشمتها وخدمتها وتنطبع فيهم هذه التعاليم والتوصيات حتى لما بعد التخرج والكبر فكثير من المتعلمين والمتعلمات لا ينسوا فضلها عليهم فبين حين وآخر يقصدون زيارتها للسلام عليها والسؤال صحتها وحالها و تقديم الهدايا لها وبالخصوص عند الرجوع من الأسفار أو في حالات الزواج فهي تكون في مقدمة المدعوات المكرمات يفسح لها المكان في المجالس بال ويخصصون لها مكان بارز ومميز.
صفات المعلمة:
تمتاز معلمة القرآن في الغالب بالخلق الحسنة من طيب وصبر وحنان ولطف ورحابة صدر فهي كالأم لتلاميذها تصبر على ما تكره من سوء تصرف البعض وتحن على الضعيف وتزور من يمرض منهم في بيته كل تلك الخصال الحميدة مستوحاة من تعاليم القرآن الكريم وسنة الرسول الكريم وآله الأطهار فهي مربية من الطراز الأول.
إن كان عليه نذراً من قبل والديه ويقدم في هذه الاحتفالية وجبة غداء مموش أو بعض الحلويات من ( جاكليت وبرميت ونخج ملبس ويرش عليه ماء الورد وينثر على رأسه المشموم وبعض الورد إن وجد ويقدم مبلغًا من المال للمعلمة وبعض الهدايا من قبل والديه طبعًا عند التعلم يوضع المتعلم جزء عم أو القرآن الخاص به على كرسي خشبي مصفح ويفتح شكل علامة الضرب في الرياضيات ( x ) بشكل منفرج تمامًا ومخصص للقراءة ومريح ,يجلس المتعلم على كرسي خشبي بارتفاع 15 سم وقديمًا يجلس على ظرف مصنوع من خوص النخيل الذي كان بالأساس مخصص لحفظ التمر.