و صف مراسيم ليلة الناصفة
هي ليلتان في السنة ليلة النصف من شعبان وليلة النصف من رمضان أي مناسبة مولد الإمام المهدي عليه السلام، ومناسبة ومولد الإمام الحسن بن علي عليه السلام .
يستعد الأهالي والأطفال للاحتفال بهذه المناسبة بشراء المكسرات والحلويات، وتقوم الأمهات بخياطة أكياس من القماش التي سوف يجمع الأطفال فيها ما يوزعه الأهالي عليهم من المكسرات والحلويات وحتى النقود حيث يقوم الطفل منهم بتعليق الكيس على رقبته فتقوم ربة المنزل بعد أن تطلب من الأطفال تكرار الأغنية وخاصة الجزء الذي يمتدحون فيها ابنها بالغرف بيديها أو بواسطة إناء من الصينية أو الجفير المليء بالمكسرات والحلويات، وتفتح كيس كل طفل منهم وتضع به نصيبه، وفي أثناء ذلك يتدافع الأطفال للوصول إلى السيدة التي تقوم بالتوزيع، كما يتنافس الأطفال لجمع أكبر كمية من المكسرات والحلويات.
ويستمر الاحتفال حتى ساعة متأخرة من الليل والأهالي مجتمعون في المنازل ينتظرون قدوم مجموعات الأطفال عليهم مجموعة تلو الأخرى، وعندما يسمع أهل المنزل صوت غناء الأطفال من بعيد يتأهبون لاستقبالهم بوضع الجفير عند باب المنزل أو في الحوش. ويستاء أهل المنزل إذا أهملته مجموعات الأطفال في هذه الليلة ولم يقوموا بزيارته وأخذ نصيبهم من الكركعان. وقد يحدث ذلك إذا كان المنزل بعيداً عن باقي البيوت أو أن ما يقدمونه للأطفال من كركعان لا يرضي أذواقهم .
يستعد الأهالي في لهاتين المناسبتين قبل حلول أيٍّ منهما بأيام، فيقومون بشراء نثار الحلويات – القنَّاطي، أو الملبَّس، والفول السوداني وفي ليلة المناسبة يخرج الأطفال، بعد صلاة العشاء مرتدين الملابس الجديدة، وهم يحملون الخرائط (أكياس صغيرة)، ويمرون زرافات على منازل الحي واحدًا بعد آخر، وهم يرددون:ناصفة، حلاوة، كريكشون
يمكن أن نستلخص من هذا الاحتفال بعض الدلالات الاجتماعية والترفيهية، كما أنه كان نمطاً من أنماط التعاون والترابط الاجتماعي، والروح الجماعية والأسرية العامة التي تميز نمط العلاقات الاجتماعية. وتظهر تلك الدلالات من خلال اهتمام الأهالي باحتفالات الأطفال ومشاركتهم المشاعر الطفولية بالفرحة بتلك المناسبة”.
كما يعكس ذلك الاحتفال الأهمية الدينية التي يعلقها أبناء المجتمع على شهر الصوم، ودورهم في غرس القيم الدينية في نفوس الأطفال، والاهتمام بالمناسبات الدينية والاحتفال بها عن طريق إتاحة الفرصة للأطفال للقيام بدور أساسي في تلك الاحتفالات. هذا بالإضافة إلى غرس القيم الاجتماعية المرغوبة التي تنم عن قوة الرابطة الاجتماعية وبعض قيم الكرم والفخر، وكلها تظهر من كلمات الأهازيج البسيطة المرافقة للاحتفال. ومن أسلوب الاحتفال نفسه. وهذه كلها تطبيقات واقعية لما يمكن أن نسميه بالدور التربوي للناشئة والذي يقوم به المجتمع ككل بدون خطة أو إعداد مسبق بل من خلال ممارسات المجتمع العقيدية وحتى اليومية والمرتبطة أساساً بالصبغة الثقافة والدينية.