الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

انواع البيوت القديمة

أنواع البيوت القديمة

تختلف البيوت القديمة من حيث الحجم وطريقة البناء ومواد البناء المستخدمة وكذلك نوعية الدعائم المستخدمة وسنحاول هنا توضيح أهم الطرز التي كانت منتشرة وسنبدأ بالبيوت البسيطة وانتهاء بالأكثر تعقيدا.
1 – الطيارة
هي أبسط المباني التي تبنى باستخدام أجزاء النخلة وهي عبارة عن مظلة تتكون من أربع قوائم عبارة عن جذوع نخيل وسقف من السعف أما الجوانب فتكون مكشوفة, ولا تعتبر بيت مستقل بل ملحق يلحق بالبيوت.
2 – العنة
العنة هي اللفظة التي استخدمتها العامة سابقا لأي غرفة خشبية بسيطة تبنى بجنب المنزل أو فوق المنزل توضع فيها الحمام أو الدجاج والبعض يستخدم اللفظة كبديل للفظة الحظيرة, وقد وردت اللفظة في معاجم اللغة العربية بمعنى الحظيرة لكنها أيضا قد تستخدم لأغراض أخرى. يلخص لنا محمد الثنيان في بحثه «ألفاظ الآنية الخشبية في الحضارة العربية الإسلامية» ما جاء عن العنة في كتب اللغة:
«وعادة ما يلحق أمام أو خلف هذا المسكن حظيرة قوامها الأخشاب وأغصان الأشجار المقطوعة تُصيّر إما للاستخدامات الآدمية أو لحبس الحيوانات في حماها، كما تقوم هذه الحظيرة الخشبية، التي يطلق عليها لفظة العنة (جمعها: عنن)، في صد تيارات الريح الشديدة عن المسكن؛ ولهذه الصورة المعيشية ورود، أيضا، في شعر لبيد، حيث يقول:
غَيْرُ آلِ وعُنَّةُ وعَرَيشُ ذَعْذَعَتْها الرياح والأمطارُ
وقد درجة الناس قديما في البحرين على تربية الدجاج والحمام في البيوت, وحتى عهد قريب انتشرت عادة بناء «العنين» أو «عنن الحمام» فوق البيوت إلا أنها أخذت بعدها في التراجع وربما تكون انقرضت في أيامنا هذه, حتى إن لفظة «عنة» قد حرفت واستبدلت بلفظة أخرى هي صندقة فأصبحت العامة تقول «صندقة الحمام». والصندقة اصطلاحا هي غرفة منفردة غير ملتصقة بأي شيء, وغير مقسمة من الداخل, كانت في الماضي تصنع من الخشب, وربما سميت بذلك تشبيها لها بالصندوق, فهي كصندوق كبير, فهي غرفة «مصندقة» وقد اتسعت العامة في استخدام هذه اللفظة حتى أحلوها محل ألفاظ أخرى كانت مستخدمة في السابق تشير لأنواع من البيوت القديمة.
3 – العشة
هي عبارة عن بناء بسيط يبنى من السعف, وغالبا ما تكون بناء مؤقت, وهي تبنى في غالب الأحيان من السعف وأحيانا من الجريد ولا تكون فيها متانة فالجدران تميل على بعضها كسوائد. وعلى الرغم من شياع لفظة «عشة» في العديد من دول الوطن العربي إلا أنها لم ترد في معاجم اللغة بالمعنى المستخدم عند العامة, فالعشة كما وردت في معاجم اللغة كانت تعني النخلة الصغيرة الرأس القليلة السعف. جاء عن اللفظة في لسان العرب:
«والعشة من الشجر الدقيقة القضبان وقيل هي المفترقة الأغصان التي لا تواري ما وراءها والعشة أيضا من النخل الصغيرة الرأس القليلة السعف والجمع عشاش وقد عششت النخلة قل سعفها ودق أسفلها ويقال لها العشة وقيل شجرة عشة دقيقة القضبان لئيمة المنبت»
ويبدو أن لفظة عشة قد استعيرت لاحقا لتعني البيوت البسيطة التي تبنى من السعف بعده بدأت العامة في تعميم اللفظ أكثر ليطلق فيما بعد على أي بناء بسيط متهالك يبنى من الخشب. ولفظة «عشة» عاشت بين العامة ردحا طويلا من الزمن أطول من أي لفظ آخر وذلك لارتباطها بمقولة يرددها الأطفال هي «أم كشة طاحت عليها العشة», ومع مرور الزمن وتغير الأوضاع ربطت لفظة «عشة» ببيت الدجاج أو الحمام بصورة خاصة ثم تم استبدالها بلفظة الصندقة.
4 – العريش
لفظة «عريش» تعني البيت الذي بني من سعف وجذوع النخيل. وكانت العرب تطلق اسم «العُرُشُ» على البيوت المبنية من سعف وجريد وجذوع النخيل وهي جَمْعُ عَرْيش، والعُرُوشُ هي جَمْعُ الجَمْعِ. ويلخص لنا محمد الثنيان في بحثه ما جاء عن العريش في كتب اللغة:
استغل المجتمع العربي بفترته الجــاهلية على وجه الخصوص هذه المادة الحيوية -على سبيل المثال- في تشييد وبناء الخيام والمظلات الخشبية (بيوت العريش) المعمولة من جريد النخل المستندة على الجذوع الخشبية وطرح الثمام فوقها، وهذا ما يصوره لنا الشاعر لبيد بقوله:
ويظلُّ مُرتقبا يُقَلِّبُ طَرفهُ كَعَريشِ أهلِ الثَّلةِ الَمهْدومِ
طريقة بناء العريش وأنواعه
هناك العديد من طرق بناء العريش ويتم تحديد طراز العريش من طريقة بنائه, ولكن في الغالب يتم بناء العريش ببناء الهيكل أولا والذي يتكون من قوائم تكون في الغالب من جذوع النخل أو الجندل, ولا يستخدم جذع بأكمله ليكون كقائمة وإنما يقسم الجذع لأربعة أقسام طولية بعدها تنصب تلك القوائم عموديا بوضعهم في حفر في الأرض وربطهم بدعامة عرضية باستعمال الحبال المصنوع من الليف. أما جدران العريش أو جوانبه فتطلق عليها العامة مسمى «رادة», ويستعمل لصنع الرادة إما السعف أي «رادة سعف» أو قد يستخدم الجريد فتسمى حينها «رادة زفن». و يصنع السقف من السعف أو الجريد المربوطة بالحبال ويغطى بالسمة. وعادة ما يكون السقف على شكل نصف دائرة أي مقوس لأعلى.
طرز وأنماط العريش
يحدد طراز العريش بالطريقة التي بني بها ومن أهم أنواع العرش التالي:
أ – عريش رادة سعف
و هو التي تصنع جوانبه كلها من السعف
ب – عريش رادة زفن
و هو الذي تصنع جوانبه كلها من الزفن (أي الجريد)
ج – عريش مدجج أو ياسي
و هو العريش الذي له دكة أو (أبو سارية). و الدكة هي مقعد يبنى حول العريش من الداخل بارتفاع يصل إلى حوالي سبعين سنتيمتر. وهذه الدكة تستخدم كأساس يثبت الأعمدة و ككرسي في نفس الوقت, وهي فكرة رائدة من حيث أن الأثاث من أصل البناء.
د – عريش مقنبر
يعتبر هذا العريش من أجمل أشكال العرش حيث يحاط سقف العريش من جميع جوانبه بقنبار مصفف بصورة جميلة. والقنبار مفردها قنبارة هي شدة من السعف أو الخوص مرتبة بصورة معينة وقد كانت تستخدم هذه الشدة من الخوص كسراج لصيد السمك ليلا وتعرف الطريقة باسم القنبار, وهناك احتفالات نهاية صفر والذي عرف بنفس الاسم وذلك لاستخدام الشعلة نفسها. وأصل اللفظة من العربية وهي لفظة «قبار» وتعني «سراج الصائد بالليل»
و – عريش من طابقين
و يبنى بأشكال و طرق مختلفة, فهو أحيانا يكون ملحقا بالعريش أو أن يكون عريشا مستقلا بذاته. فإن كان ملحقا بعريش فتكون غرفتين ملاصقتين للعريش فوق بعض تستخدم السفلية كمستودع بينما العلوية وتعرف «بالنيقلة»غرفة في الطابق الثاني لها فتحات من كل جانب « وتستعمل للجلوس».
5 – المعرش
وهو بناء شبيه بالعريش تماما إلا أنه يبنى فوق سطح المنزل المبني من الحجارة والجصّ, وهذا الطراز ظهر مع ازدياد بناء المنازل الحجرية والحاجة لمحل مفتوح في الصيف.
6 – البرستج
و هو بناء ضخم وله قاعدة مستطيلة الشكل, ويبنى من الجريد وسقفه جملوني والذي يعطيه شكلا مميزا، ويكون للبرستج مدخل واحد وأحيانا تعمل بعض النوافذ ويبنى معه أحيانا عريش. وأما بناء البرستج فإنه يحتاج إلى عمال مهرة متخصصين. و في الخمسينيات من القرن المنصرم أشتهر بعض رجال قرية بني جمرة ببناء البرستج, و قد اختارهم المنقب الأثري «جيفري بيبي» ليبنو البرستج في قلعة البحرين.
7 – الكبر
وهو بيت تبنى جدرانه بالحصى والجصّ والفروش والطين, بينما يبنى سقفه بالجذوع أو الدنجل «القندل» والجريد ثم يوضع عليه السمة.

صناعة المديد

تعتبر صناعة المديد من الصناعات الزراعية القديمة التي مارسها الصناع في منطقة العكر في فترة كان المجتمع العكري والإحسائي في حاجة ماسة لمثل هذه الصناعة التي تلبي الكثير من حاجات الفرد واستخداماته.
يصنع المديد من عيدان نبات الأسل وهو نوع من النباتات ينمو عادة حول تجمعات المياه وفي المستنقعات ويكثر في جداول المياه المنتشرة في مزارع منطقة العكر وعادة ما يتمّ التخلص منه من قِبل المزارعين. ويميل لون «الأسل» إلى الأصفر والأخضر ويصل طوله إلى ثلاثة أقدام تقريباً. وتبدأ عملية صناعة المديد عندما يقوم الحرفيون بجمع نبات الأسل وجزه، ثم ينشره بالقرب من المستنقع ليجف ويصبح يابساً تحت أشعة الشمس لمدة تصل الى عشرين يوماً وفي خلال تلك الفترة يتحول لون الأسل من اللون الأصفر والأخضر إلى اللون الأبيض المصفر. وبعد ذلك يتم ربطه في حزم وتحمل إلى بيت الحرفي، ثم يوضع الأسل في مخازن خاصة به وفي كل يوم يخرج صانع المديد مقداراً معيناً حيث يقوم بنقعه في الماء ويأخذ منه الجيد ويرمي الرديء.
تستخدم في صناعة المديد آلة خشب يدوية بسيطة التركيب يدخل في تركيبها الألواح الخشبية والحبال تسمى «الحف» وعرضها أربعة أقدام ونصف تقريباً. وتوجد على طول الآلة ثقوب كثيرة، تتخللها حبال موضوعة بشكل طولى «الطول» ويمكن من خلالها التحكم في تماسك «المدة» ويقوم بهذا العمل شخصان، الصانع وشخص يقوم بمساعدته، وتمتاز «المدة» بقوة تماسكها وقدرتها على البقاء لفترة زمنية طويلة من غير أن تبلى وهي أكثر ما تكون صالحة للأجواء الحارة وذلك بفضل الفراغات الصغيرة التي تتخللها المدة.
وتعتبر صناعة المديد من الصناعات الزراعية القديمة التي مارسها الصناع في منطقة العكر في فترة كان المجتمع العكري والإحسائي في حاجة ماسة لمثل هذه الصناعة التي تلبي الكثير من حاجات الفرد واستخداماته.
يصنع المديد من عيدان نبات الأسل وهو نوع من النباتات ينمو عادة حول تجمعات المياه وفي المستنقعات ويكثر في جداول المياه المنتشرة في مزارع منطقة العكر وعادة ما يتمّ التخلص منه من قِبل المزارعين. ويميل لون «الأسل» إلى الأصفر والأخضر ويصل طوله إلى ثلاثة أقدام تقريباً. وتبدأ عملية صناعة المديد عندما يقوم الحرفيون بجمع نبات الأسل وجزه، ثم ينشره بالقرب من المستنقع ليجف ويصبح يابساً تحت أشعة الشمس لمدة تصل الى عشرين يوماً وفي خلال تلك الفترة يتحول لون الأسل من اللون الأصفر والأخضر إلى اللون الأبيض المصفر. وبعد ذلك يتم ربطه في حزم وتحمل إلى بيت الحرفي، ثم يوضع الأسل في مخازن خاصة به وفي كل يوم يخرج صانع المديد مقداراً معيناً حيث يقوم بنقعه في الماء ويأخذ منه الجيد ويرمي الرديء.
تستخدم في صناعة المديد آلة خشب يدوية بسيطة التركيب يدخل في تركيبها الألواح الخشبية والحبال تسمى «الحف» وعرضها أربعة أقدام ونصف تقريباً. وتوجد على طول الآلة ثقوب كثيرة، تتخللها حبال موضوعة بشكل طولى «الطول» ويمكن من خلالها التحكم في تماسك «المدة» ويقوم بهذا العمل شخصان، الصانع وشخص يقوم بمساعدته، وتمتاز «المدة» بقوة تماسكها وقدرتها على البقاء لفترة زمنية طويلة من غير أن تبلى وهي أكثر ما تكون صالحة للأجواء الحارة وذلك بفضل الفراغات الصغيرة التي تتخللها المدة.

جنية العين

• جنية العين:
لقد كان لعمق هذه العيون أثرٌ كبير في زرع الخوف والهلع في قلوب الآباء والأمهات خشية أن يغرق فيها أبنائهم عند ذهابهم للسباحة فيها، ولعلّ هذا الخوف والهلع من غرق الأبناء هو الذي أوحى لهؤلاء الآباء والأمهات باختراع أسطورة موغلة في القدم هي أسطورة «جنية العين»، أو كما تسمى في العرف المحلي بـ«راعية العين»، وملخص هذه الأسطورة يقول بأنّه تسكن في أسفل كل عين ماء قديمة جنيّة شرّيرة تهوى اختطاف الأطفال وتغريقهم، فاستطاع الآباء والأمهات أن يزرعوا الخوف والحذر في أولادهم عند ذهابهم للسباحة في هذه العيون، ثم تطور الأمر مع الزمن إلى أن أصبحت أسطورة «جنية العين» حقيقة لا تقبل النقاش لدى الأهالي، وأصبح ضحاياها ليس الأطفال فحسب، بل وحتى الكبار أيضاً، وصار كلّ من يموت غرقاً في هذه العيون سواءً أكان صغيراً أم كبيراً يُلقى سبب موته على «جنية العين» التي غرق فيها، وتطور الأمر إلى حد زعمهم لجنيات بعض العيون صفات وعادات ليست لجنيات غيرهن كقولهم إنّ بعض جنيات العيون لها «طلب شهري» أو «طلب سنوي» أي أنها لا بد من أن تقتل شخصاً كل شهر أو كل سنة، وزاد بعضهم في خصائص بعض الجنيات أنها تطلب كل عام عروساً أو عروسة أي أنه لا بد أن يموت غرقاً في عينها أحد العرسان أو إحدى العرائس.
وقد كان لمثل هذه الأساطير وقع من الرعب كبير جداً علينا حين كنا نذهب ونحن صغار للسباحة في هذه العيون، وأذكر عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري أنني كنت أسبح وحدي ذات يوم عند الظهيرة في العين المعروفة بعين الغُرَّة من عيون القديح، فحصل أثناء قيامي بالغوص أسفل مائها أن دخل إبهام رجلي في شقٍّ من حجر ناتئ تحت الماء وأنا أهم بالصعود للأعلى لالتقاط أنفاسي، فكان من الطبيعي أن أشعر بشيء يشدني للأسفل، فأصابني هلعٌ شديد كاد أن يقضي علي غرقاً لأنّ ظني قد ذهب إلى أنّ ما يشدني للأسفل ما هو إلا «جنية العين»، وأنّ أجلي قد اقترب على يدها الجبارة، ولولا لطف الله الذي جعلني أنظر إلى الأسفل لأجد أنّ كل ما في الأمر هو انحشار إبهام رجلي في ذلك الحجر الناتئ ليس إلا، ثم قيامي بشد رجلي بقوة منه لأصبحت في خبر كان، ولصرت أحد قتلى «جنية عين الغُرَّة» عند الأهالي، وهكذا كتبت لي النجاة في ذلك اليوم من «جنية العين» إلا أنّ النجاة لم تُكتب لابن خالي المرحوم شاكر بن رضي الجنبي الذي وافاه أجله غرقاً في نفس العين قبل بضعة سنوات من هذه الحادثة، وهو في ريعان صباه رحمة الله عليه.
وبالرغم من أنني لا أعتقد بوجود جنية العين الآن إلا أنه كان لهذه الأسطورة وقعٌ مخيف كما قلت في قلوب الأولاد الصغار ساهم في جعلهم حذرين عند سباحتهم في هذه العيون؛ كما جعلهم يخافون من ذهابهم وحدهم إليها، وهو ما حقق للآباء والأمهات ما كانوا يرجونه من سلامة أولادهم عند إخبارهم لهم بأسطورة «جنية العين».

و صف مراسيم ليلة الناصفة

و صف مراسيم ليلة الناصفة
هي ليلتان في السنة ليلة النصف من شعبان وليلة النصف من رمضان أي مناسبة مولد الإمام المهدي عليه السلام، ومناسبة ومولد الإمام الحسن بن علي عليه السلام .
يستعد الأهالي والأطفال للاحتفال بهذه المناسبة بشراء المكسرات والحلويات، وتقوم الأمهات بخياطة أكياس من القماش التي سوف يجمع الأطفال فيها ما يوزعه الأهالي عليهم من المكسرات والحلويات وحتى النقود حيث يقوم الطفل منهم بتعليق الكيس على رقبته فتقوم ربة المنزل بعد أن تطلب من الأطفال تكرار الأغنية وخاصة الجزء الذي يمتدحون فيها ابنها بالغرف بيديها أو بواسطة إناء من الصينية أو الجفير المليء بالمكسرات والحلويات، وتفتح كيس كل طفل منهم وتضع به نصيبه، وفي أثناء ذلك يتدافع الأطفال للوصول إلى السيدة التي تقوم بالتوزيع، كما يتنافس الأطفال لجمع أكبر كمية من المكسرات والحلويات.
ويستمر الاحتفال حتى ساعة متأخرة من الليل والأهالي مجتمعون في المنازل ينتظرون قدوم مجموعات الأطفال عليهم مجموعة تلو الأخرى، وعندما يسمع أهل المنزل صوت غناء الأطفال من بعيد يتأهبون لاستقبالهم بوضع الجفير عند باب المنزل أو في الحوش. ويستاء أهل المنزل إذا أهملته مجموعات الأطفال في هذه الليلة ولم يقوموا بزيارته وأخذ نصيبهم من الكركعان. وقد يحدث ذلك إذا كان المنزل بعيداً عن باقي البيوت أو أن ما يقدمونه للأطفال من كركعان لا يرضي أذواقهم .
يستعد الأهالي في لهاتين المناسبتين قبل حلول أيٍّ منهما بأيام، فيقومون بشراء نثار الحلويات – القنَّاطي، أو الملبَّس، والفول السوداني وفي ليلة المناسبة يخرج الأطفال، بعد صلاة العشاء مرتدين الملابس الجديدة، وهم يحملون الخرائط (أكياس صغيرة)، ويمرون زرافات على منازل الحي واحدًا بعد آخر، وهم يرددون:ناصفة، حلاوة، كريكشون
يمكن أن نستلخص من هذا الاحتفال بعض الدلالات الاجتماعية والترفيهية، كما أنه كان نمطاً من أنماط التعاون والترابط الاجتماعي، والروح الجماعية والأسرية العامة التي تميز نمط العلاقات الاجتماعية. وتظهر تلك الدلالات من خلال اهتمام الأهالي باحتفالات الأطفال ومشاركتهم المشاعر الطفولية بالفرحة بتلك المناسبة”.
كما يعكس ذلك الاحتفال الأهمية الدينية التي يعلقها أبناء المجتمع على شهر الصوم، ودورهم في غرس القيم الدينية في نفوس الأطفال، والاهتمام بالمناسبات الدينية والاحتفال بها عن طريق إتاحة الفرصة للأطفال للقيام بدور أساسي في تلك الاحتفالات. هذا بالإضافة إلى غرس القيم الاجتماعية المرغوبة التي تنم عن قوة الرابطة الاجتماعية وبعض قيم الكرم والفخر، وكلها تظهر من كلمات الأهازيج البسيطة المرافقة للاحتفال. ومن أسلوب الاحتفال نفسه. وهذه كلها تطبيقات واقعية لما يمكن أن نسميه بالدور التربوي للناشئة والذي يقوم به المجتمع ككل بدون خطة أو إعداد مسبق بل من خلال ممارسات المجتمع العقيدية وحتى اليومية والمرتبطة أساساً بالصبغة الثقافة والدينية.

مغارة خجدة

مغارة خجدة
مغارة خجدة تقع في وسط العكر، تقريبا شمال مقبرة الشيخ سهلان في منطقة الجبلة وهي من عجائب الطبيعة العكراوية وكانت عبارة عن مغارة في بطن الأرض لها فتحة ضيقة في أعلى القطعة الجبلية وتمتد في بطن الأرض إلى مئات الأقدام وتمر من شمال المقبرة حتى جنوبها وأرضها مسطحة وتحوي ممرات ضيقة ومواقع واسعة وطبيعتها صخرية وتحوي مياه عذبة، وفي مطلع الثمانينات تقريبا تم ردم المغارة من قبل وزارة البلدية.

مدخل المغارة من الخارج

المغارة من الداخل حيث الظلام يحجب المنظر الداخلي

الجانب الايمن من مدخل المغارة ويتضح فيه نوعية الصخر الجبلي

بعض الاهالي يقفون على مدخل مغارة خجدة ويمين الصور عبدالحسن جاسم عبدالنبي يقف فوق المدخل المردوم بالتحديد ويقول هنا كانت مغارة ونستطيع حفر مدخلها لو اردنا

الحاج سعيد بن رضي احد الذين دخلوا مغارة خزابة ولكنه تراجع بعد ان وصل الى مكان مظلم





العودة إلى الموقع الجغرافي
وقعة المقطع، وتسمى دولة الإمام في سترة، هي إحدى المعارك التاريخية التي وقعت في العام الهجري 1230 الموافق للعام الميلادي 1815،
بين الزبارة والفريحة
في الفترة المذكورة، كان (إبراهيم بن عفيصان) ورجل يؤازره اسمه (رحمة) يكنان العداء لحكام البحرين، حيث كان إبراهيم ورحمة قد هزما في معركة (خكيكيرة) أمام الحكام، و(خكيكيرة) اسم موقع في البحر بين الزبارة والفريحة في قطر، حيث انتصر الحكام في تلك الوقعة مما أشعل نار البغض والحسد في نفس (رحمة) فلم يقر له قرار ولا بال وكان حينها عاجزا عن فعل أي شيء، فقام بسلب بعض السفن التابعة للبحرين، ولكنه لم يظفر بطائل، فتوجه إلى عمان لمقابلة حاكمها، ولما قابله أطمعه وحرضه لأخذ البحرين، وقد نجح في ذلك واقنع الحاكم، وفي نفس الفترة، كان تجار البحرين يسافرون إلى الهند لبيع اللؤلؤ والتجارة فدخلوا في بحر مسقط فقبض عليهم حاكم مسقط وسجنهم في برج (قلعة موزة الجلالي)، ثم بعث برسالة إلى حاكم البحرين وأخبره فيها بأمر التجار المسجونين لديه، وطلب منه الدخول في طاعته، فلم يستجب له حاكم البحرين آنذاك، فجهز حاكم مسقط جيشا بحريا وسار به نحو البحرين وكان معه (رحمة)، ونزل جيشهم في جزيرة سترة وبقوا فيها ثلاثة أيام، وفي اليوم الثالث وصلهم خبر بأن جنود آل حكام البحرين موجودون بين النخيل في منطقة (جدعلي)، ولما أصبح الصباح، ظهرت أعلامهم بين النخيل، وكان حاكم البحرين قد قسّم الجنود إلى معسكرين وهما: المعسكر الأول: معسكر المشاة بقيادته ومعه أخيه وموقعها بين نخيل جدعلي للتستر بالنخيل الكثيفة، أما المعسكر الثاني فكان معسكر الفرسان بقيادة ابنيه وموقعها في منطقة العكر التي كانت تسترها الكثير من النخيل ، وهذا الموقع استخدم لمباغتة جيش حاكم مسقط في جزيرة سترة.
4 أيام من المراوغة
في ذلك الحين، اختلف حاكم مسقط و(رحمة)، ويقال إن رحمة راوغ الحاكم أربعة أيام واتجه خلالها إلى المنامة، وحينها نزل حاكم مسقط في منطقة العكر فوجد معسكر الفرسان ووقعت بينهم معركة في تلك البقعة ، وحينها انهزم حاكم مسقط بعد مقتل أخيه سالم حيث فر إلى جزيرة سترة ونزل منطقة واديان، ثم فر منها بسفنه إلى مسقط، وقتل أيضا في المعركة عدد من المقربين من حاكم البحرين

مغارة خزابة

مغارة خزابة
تقع مغارة في منطقة خزابة في رأس العكر الشرقي في منطقة خزابة، وهي مغارة طبيعية تقع أسفل قطعة جبلية ممتدة، وتمتاز بشكلها الطبيعي العجيب، هذه المغارة كانت موجودة منذ قرون طويلة وربما لأكثر من ألف عام فهي طبيعية ولم تتدخل فيها يد الإنسان الا في بناء جوانبها بصخور بسيطة لتقويم جوانب المدخل، المغارة كانت تستخدم في أيام الأجداد كخندق او ملجئ للناس في حال الخطر فبطنها واسع وتستوعب أكثر من 150 شخص ولا سيما في الفترات التي يهجم فيها بعض البدوا على القرى، ويستخدمونها كمخبأ لهم في حال الطوارئ او النزاعات بينهم وبين البدو

صندوق العكر الخيري

نادي العكر

الشيخ احمد بن محمد بن احمد بن سرحان البحراني

ضريح الشيخ أحمد ابن الحاج محمد بن أحمد بن سرحان العكراوي البحراني الأوالي الموالي المتوفى سنة 1368 هجرية وقبره أيضا في بندر لنجة .

العلامة الشيخ محمد علي بن الحاج حسن بن الحاج محمد علي المدني، وقد ولد في مسقط بعمان نحو سنة 1310هـ-1892م، حتى حاز على إجازات وتأييدات منهم، كالعلامة الفقية الشيخ عبد الكريم الزنجاني عاد إلى البحرين عام 1335هـ ، الموافق عام 1916م


له أبحاث في الفقه والعقائد، وله حواشٍ على بعض الكتب الفقهية والنحوية، منها أجوبة مسائل الشيخ أحمد بن سرحان العكري اللنجاوي ، في أربعة فنون من العلوم الدينية (الشرعية والعقائدية)

((اتفق أن الحاج يوسف بن رستم أحد وجهاء قرية الديه أن تقابل مع الشيخ الجليل أحمد بن سرحان في لنجة سنة 1939م، فأخذ الشيخ بعض المسائل الدينية ( عقائدية وفقهية ) وأعطاها الحاج يوسف بن رستم، وقال له وهذه مسائل خذها إلى البحرين للإجابة عليها رجع المذكور رحمه الله إلى البحرين وبيده المسائل وقدمها إلى الشيخ محمد علي لكونه من معارفه فأعلمه ، فانبرى الشيخ للتصدي لها بإجابتها بطريقة علمية دقيقة وفرغ منها بسرعة وجيزة في عام 1358هـ ـ 1939م، وسميت (أجوبة مسائل الشيخ أحمد بن سرحان) واعتبرت هذه الرسالة الجوابية من آثار الشيخ العلمية القيمة)). وللعلم فأن الشيخ قد وجه رسالة في مسائل إلى الشيخ أحمد بن سرحان وقام الأخير بالرد عليها، وسميت (رسائل في مسائل الشيخ محمد علي بن حسن المدني البحراني )، راجع موسوعة شعراء البحرين صفحة 158 الجزء الأول ـ وهي من الآثار العلمية لذلك العالم المهاجر.

مدينة سيهات _ المنطقه الشرقيه
نبده تاريخيه عن اسرة الموسوي


وثيقه تاريخيه لنسب عائلة الموسوي

وثيقه تاريخيه لنسب عائلة الموسوي

إنه من المؤكد حقيقة صعوبة البحث عن تاريخ معين نستطيع منه توثيق مكان وتاريخ قدوم أول عائلة من هذه الآسرة لسيهات وذلك لغياب المصادر والوثائق التاريخية الموثقة لا لسبب كون الجهل وعدم طلب العلم سائدا في تلك الفترة بوجود الكثير من أهل العلم والمشايخ المعاصرين لها. بل لعدم الإهتمام بالتوثيق التاريخي المتمثل فقط في أهل العلم من المؤلفين والمجتهدين وشعراء المنبرالحسيني.
ونحن هنا ليس لنا أي عذر لعدم البدء في الكتابة والبحث والتقصي لننيرالطريق لأجيالنا القادمة لعل الزمن يتكفل بإزاحة بعض الغبار عن ذلك الماضي الغير مدون ما يفيدنا في المستقبل.
المتتبع للمصادر التي حصلنا عليها من بين مجموعة الوثائق المؤرخه بتاريخ
15 رجب 1315 هجريه والتي هي عبارة عن ورقة يستخرجها السيد لإثبات صلته وقرابته من الرسول (ص) وأهل بيته (ع).من بعض الشيوخ والعلماء الموجودين في تلك الفترة وذلك لإثبات حقه في طلب سهم السادة في الخمس.والشيوخ المدونيين في الوثيقه هم الشيخ محمد بن علي بن عبدالله الستري وهو كاتب الوثيقه والشيخ احمد بن محمد بن احمد بن سرحان البحراني والشيخ احمد بن كمال الدين الحسيني الحلي النجفي والشيخ شبر بن علي الموسوي والشيخ علي بن حسن بن علي بن سليمان البحراني
المتتبع لهذه الوثائق يجد أنها أدرجت السيد محسن كآخر إسم في هذه السلسلة ثم يأتي بعده أبنه السيد هاشم ثم ابنه السيد محمد ثم ابنه السيد حسين ومن ثم تتفرع بإبنين للسيد حسين هما السيد محمد ونظنه الأكبر ثم السيد أحمد واللذان تتفرع منهم بقية العائلة المعروفة الآن.(أنظر شجرة العائلة).
كما تذكر الوثائق بأن سكن العائلة هو سيهات ولكن يذكر السيد مرتضى السيد شبر بأنه قد سمع من أمه شريفة بأن أباها السيد أحمد قد قدم من المحمرة بإيران .
كما يذكر السيد ماجد السيد جواد قصة انه كان قد قدم من الحلة بالعراق بعض من ابناء عمومتنا بغرض خطبة اثنين من ابناء عمهم لإثنتين من بناتهم في العراق ثم لما ذهبوا مع بعض من العائلة للعراق لإتمام الزواج وجدوا أن البنتان قد تزوجتا ومن ثم قد حصلت القطيعه. ولكن لم يعطنا اية اسماء لشخصيات هذه القصة. والله أعلم.

[81]
(129) الشيخ احمد بن سرحان (ق 13 - ق 14):
احمد بن محمد بن احمد بن سرحان البحراني كتب نسخة من رسالة " علم الله تعالى " للشيخ علي بن عبدالله بن علي البحراني وأتمها في ثامن شوال سنة 1309 وصرح في آخرها أنه من تلامذة المؤلف.
تراجم الرجال
السيد أحمد الحسيني
مجموعة تراجم أعلام أكثرهم مغمورون
تنشر موادها التاريخية لاول مرة
المجلد الاول
نشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم المقدسة التاريخ: 1414 ه‍.

اسمه ونسبه:
العالم الجليل ، الفاضل النبيل ، جامع المعقول والمنقول ، ومطبّق الفروع على الأُصول ، الشيخ علي بن الشيخ عبـدالله بن الشيخ علي بن الشيخ عبـدالله بن الشيخ علي ، الستري أصلاً ، البحراني ثمّ اللنجاوي مسكناً ومدفناً .

مولده:
وُلـد في قرية «مهزة» من جزيرة «سترة» في بلاد البحرين سـنة 1256 هـ .

تصدّر القضاوة في اللنجة ، وهو من فضلاء المعاصرين ، ومجاز من علماء عصره ، قال ميرزا حبيب الله الرشتي في إجازته له: قد استجازني العالم الجليل ، والفاضل النبيل ، محقّق الحقائق ، ومستخرج الدقائق ، ومهذّب القواعد المحكمة ، وموضّح الإشارات المبهمة .

وفاتـه:

توفّي رحمه الله في بلدة «لنجة» في شهر جمادى الأُولى من سنة 1319 هـ وقيل: في صفر ، وقال الأميني في شهداء الفضيلة: استشهد بالسمّ .
مدفنـه:قال الشيخ محمّـد علي آل نشـرة في منتظم الدرّين: دفن بمقبرة الحرم جنوباً من قرية «جدعلي» .
مصنّـفاته:1 ـ الأجوبة العليّة للمسائل المسقطيّة .

جمعها ابن أُخته الشيخ أحمد بن محمّـد بن سرحان البحراني ، رتّبها على ترتيب كتب الفقه مبدوءة ببعض أُصول الدين ، فرغ منها في العاشر من رجب سنة 1316 هـ ، ثمّ علّق آية الله ميرزا تقي الشيرازي ـ المتوفّى سنة 1338 هـ ـ ما هو مطابق لفتاواه على هامش إحدى النسخ المطبوعة بخطّـه الشريف ، ثمّ نقلت تلك الفتاوى عن خطّه إلى هامش سائر النسخ .

الذريعة الى تصانيف الشيعة المجلد1
[ 1454:الاجـوبة العلية ]للمسائل المسقطية للشيخ علي بن الشيخ عبد اللّه بن الشيخ علي السترى البحراني المسقطي المتوفى ببندر لنجة في سنة 1318, جمعها تلميذه و ابن اخته الشيخ احمد بن مـحمد بن احمد بن سرحان البحراني و رتبها على ترتيب كتب الفقه مبدواه ببعض اصول الدين و فـرغ مـنـه فـي عاشر رجب سنة 1216, و طبع في التاريخ ثم علق شيخنا آية اللّه ميرزا محمد تقي الـشـيرازى المتوفى سنة 1338 ما هو المطابق لفتاواه على هامش احدى النسخ المطبوعة بخطه الشريف ثم نقلت تلك الفتاوى عن خطه الى هامش سائر النسخ .

الزواج

كانت مراسم الزواج على النحو التالي:
1- الخطبة:
وهي أولى مراحل الزواج وكانت تتم بواسطة الأقارب أو الخاطبة المتخصصة لهذا الغرض فتوصف البنت للعريس إذا كان غير مرتبط بإحدى قريباته كابنة عمه أو غيرها فيوافق عليها دون ان يراها، وبعد استجابة ولي أمرها آما بإرسال مكتوب إليه أو مكالمة أهلها شفويا يرسل لبيت العروس كمية من السمك الطازج حيث توزع على الأقارب والجيران والمعارف كرمز للبركة والخير وكإعلان عن الخطوبة.
2- الملجة:
أي عقد الزواج وهي المرحلة الثانية وقد تمر فترة طويلة بينها وبين المرحلة الأولى، ففي هذه المرحلة يتم الاتفاق على تحديد موعد معين فتعقد حفلة صغيرة مكونة من الأقارب والمعارف، ويدعى فيها الشيخ (المأذون الشرعي) فيجري صيغة العقد بعد موافقة البنت ويجري العقد دون ان يسجل في وثيقة رسمية، ويسلم الصداق ويرسل مع الهدايا الى بيت العروس
3- الدخلة:
أي دخول العروسين وهي آخر مرحلة، وقد تتم بعد المرحلة الثانية مباشرة وهناك تجري الاحتفالات على قدم وساق، فبالنسبة للعروس فإنها قبل الدخول بثلاثة أيام يجري الاحتفال «بغسالتها» أي باستحمامها فتذهب معها الداية في الصباح برفقة أقاربها وجيرانها ومعارفها الى إحدى العيون وعلى طول الطريق يرددون الأغاني والأهازيج وتقوم الداية بتوزيع العذرة في الزوايا والمنعطفات والترع، وابتداء من مساء ذلك اليوم تجري الاحتفالات بليالي الحناء حيث تجلس العروس في صدر القاعة على مشهد من المتفرجات ، وتقوم «النقاشة» الأخصائية بوضع العجين في كفيها وقدميها وكل ذلك يتم على الأهازيج الشعبية والزغاريد والتهاليل.
وفي عصر اليوم الذي يسبق ليلة الدخول يحتفل بالخضاب فتجلى العروس في أروع زينتها اكثر من أي وقت مضى وتقوم الخضابة المتخصصة بنقش كفي العروس وقدميها بمادة «الخضاب» وفي المساء وقبل ان تزف الى العريس يجري الاحتفال بمراسيم (التريمبو) فيضعنها في وسط الصالة وينشرن فوقها رداء من الحرير حيث تمسكه اربع نساء كل واحدة بطرف من زواياه الأربع ثم يرفعنه وينزلنه وهن يرددن أهزوجة متداولة مطلعها: (واترمبو واليومي). ثم تزف الى غرفة الدخول وتبقى دايتها بجوارها مع ثلة من أقاربها .
أما بالنسبة الى العريس فقبل الدخول بيوم يكلف شخص بان يطرق باب كل بيت ويوجه دعوة عامة للبلد يدعوهم لحضور الاحتفالات وتناول العشاء حيث تنحر الذبائح ويدعوهم كذلك لتناول الفطور ، وفي عصر ذلك اليوم يذهبون معه الى إحدى العيون للاستحمام وتوزع العذرة في الترع والمنعطفات على غرار ما يعمل للعروس وعند العودة يركبونه على فرس أو ، وفي المساء بعد انتهاء مآدب العشاء تقام حفلة بمناسبة ليلة الحناء يقرا فيها قصة زواج الرسول (ص) من السيدة خديجة بنت خويلد
وفي الليلة الثانية يقام احتفال مماثل بمناسبة الزفاف تتكرر فيه المشاهد والأعمال وتقام المآدب على قدم وساق، وعند انتهاء الحفل يزف العريس الى بيت العروس في حشد من المحتفين وهم يرددون الأهازيج والتهاليل وعند دخوله الى الغرفة يرافقه الشيخ فيقرئه الدعاء بعد ان يصلي العريس ركعتين ثم يخرج معه لتوديع المشيعين وسرعان ما يعود الى الغرفة لإتمام بعض المراسيم.
وتقوم الداية مباشرة بمهمة «غسالة الرجل» فتوضع رجل العريس اليمنى ورجل العروس اليسرى في وسط صحن صيني وتجعلهما في وضع متقابل بحيث يلتصق باطن إحداهما بباطن الأخرى ثم تصب ماء الورد عليهما كرمز للوفاق وتفاؤل بالوئام
وبعد انتهاء هذه المراسيم ينفض النساء وتتاح الخلوة للعريسين هذا إذا لم يكن منذورا على العروس بالحرس فقد جرت العادة ان تنذر الأمهات على بناتهن بالحرس ليلة الدخول أحيانا إذا بلغها الله في زواجها فتبقى بجوارها دايتها وبعض ذويها، ويحظر على العريس مقاربتها طيلة تلك الليلة الا في الصباح عند آذان الفجر.
وقد جرت العادة ان يقدم الزوج لعروسه هدية في الصباح يسمى «الصباحية» تتكون من الملابس الفاخرة وغيرها كما جرت العادة ان يقوم العروسان في الليلة الثالثة بزيارة أهل العريس.
ويقيم الزوج في منزل العروس أسبوعا كاملا يزوره خلاله أقاربه وأصدقاؤه ويجلس جلسة عامة كل يوم أما في العصر أو الليل لاستقبال المهنئين، وبعد انتهاء الأسبوع تختم آخر مرحلة من العرس (بالحوال) فينقلان الى عشهما الزوجي.
• مراسيم الزواج وطقوسه
كانت سابقاً توجه الدعوات للاحتفال بالزيجات عن طريق شخص يستأجره المسؤول عن هذا الزواج بأجر معيـن ، يمر على البيوت بيتاً بيتاً فيدعوهم للاحتفال ، مأدبة العشاء ، ومثل ذلك، تقوم إمرأة بالطواف على البيوت لدعوة النساء للاحتفال النسائي ، و مأدبة العشاء .
مراسيم النساء
وبعد هذه المراسيم يذهب بالعروس ، أي الزوجة ، إلى أحد الحمامات الشعبية البعيدة للإستحمام مع كوكبة من النساء، والفتيات ، فتستحم العروس مع الفتيات ، و تزخرف أطراف رجليهـا ، وباطن يديها بالعجين ثم يُصبغ بالحِناء ) وفي مساءِ ليلة زفافها تخضب أطراف يديها ، وقدميها ، ويسمى خِضاباً ، وهي مجلوة في حفل رائع.
ومن أساليب هذه المراسيم أن العروس تُجلى في المساء في حفل بهيج يسمى يوم الخضاب ، أي عصر ليلة الزفاف الّتي في ليلتها تزف لزوجها
• مراسيم الرجال
أما مراسيم الزوج الذكر: فيذهب مع زملائه في كوكبة مبهجة مفرحة إلى أحد الحمامات الشعبيـة ، أو العيون البعيدة ليستحم ، ويقام له احتفال، يُقرأ فيهما سيرةُ الرسول صلى الله عليه وآله ، وينشد فيهما الأناشيد الدينية ، وفي الليلة الأولى يبيت معه كوكبة من زملائه ، وتصبغ باليرنأ يديه ورجليه ، كما يدار في الاحتفال أكواب الشاي ، وأقداح القهوة ، ويدار ماء الزهر، أي ماء الورد باللهجة الشعبية ، وتتساطع مجامر البخور
ليلة الدخلة
وبعد هذه المراسيم عندها يبدأ بزفاف الزوجة وهي في حلة بهيجة ، وفي ثوب فضفاض تحيط بها زميلاتُها للالتقاء بزوجها.
وكانت غرفة العروسين مكتسية بالمرايا في جدرها الأربعة ، وفي سمائها ، فأينما يقع طرفك ترى صورتك تنعكس على تلك المرايا ، وهي مزدانة بالشموع الموقودة ، وبالفرش الوفير ، وبالمصابيح الّتي تستعمل في تلك الفترة ، ونعبر عنها باللغة العربية بالمشاعل ، إذ لا كهرباء موجـودة.
ولا ننسى دور البخور ، والعطور ، كما تُنثر الرياحين على ذلك السرير ، فيدخلن بالعروس إلى هذه الغرفة ، ويتجمعن معها كوكبة من الفتيات ، والنساء ، وهنَّ ينشدن ، ويتغنين حتى تكلّ حناجرهُنَّ ، وتتعب راحتهُنَّ من التصفيق ، وهنَّ في انتظار أي الزوج ، ليمر بمراسيم الزفاف. فبعد أن يقام له في الليلة الثانية حفل الفرح ، ويتلى فيه السيرة النبوية ، والأناشيد الدينية بعد مأدبة العشاء الّتي تقام له ، ويدعى فيها مختلف الطبقات على إمكانيات المتزوج المادية، حيث تنحر الخراف ، وتقام المأدبة الفخمة السمينة.
وبعد أن تُنهى مراسيم الاحتفال يُزف الزوج الرجل في كوكبة من التهليل ، والتكبير للبعض، والبعض في أغاني شعبية حتى يأتون به إلى البيت المُعد ، لسكناه مع عروسه الّتي سبقته إليه. وعندما يصيرإلى الغرفة ، يصلي فيها ركعتين شكراً لله حيثُ بلَّغَهُ الزواج ويقرؤونه دُعاءً خاصّاً وهو واضع كفه على رأس عروسه يدعو فيه الله أن يجعله قِراناً سعيداً ، ويرزقه الذرية الصالحة منها. ثم بعدها يبدأ الرجال زملاء العروس يتفرقون واحدا إثر الآخر ، حتى لا يبقى منهم أحد ، ويأتي دور النساء ، والفتيات فيقمن، ويتسللن واحدة إثر أخرى ، حتى يبقى ثلة من أهل العروسين ليتممن بعض المراسيم الشعبية.
فتتقدم فتاة من حرم الزوج - الذكر - كأختهِ ، أو خالتهِ ، أو عمتهِ ، فتطلب من العروسين أن يضعا قدميهما اليمنتين بعضهما على بعض متقابلتين في ذلك الإناء البلـوري ، فتغسل أخمصيهما من ماء إبريق بلوري، وتطلب منهما أن لا يرتفع إصبع أحدهما على الآخر لئلا تتشاءم أُمَّيْ الزوجيــن. وبعد غسلهما يلقي الزوج بعضاً من النقود في ذلك الإناء ، تأخذها المسماة :« الداية » الّتي تقوم على خدمتهما ، وبعدها يُخلى ذلك الأفق للعروسين.
وعند الصباح تأتي الداية - وهي الخادمة المخصصة لخدمتهما - فتقرع الباب وهي تحمل وجبة الإفطار لهما مع القهوة العربية فيلقي الزوج نقودا في فنجان القهوة ؛ وعندما تقدم الداية وجبة الظهر يلقي الزوج أيضا نقودا معدودة في الإناء الذي يحمل مائدة الغذاء ، وجميع هذه النقود للداية من الزوج لقاء خدماتها. وفي كلِ مساءٍ يقام له احتفال، يأتي فيه الناس لتهنئتــه، وتهنئة أهله بالزواج ، طيلة أيام لا يخرجُ من عند عروسه إلا لهذا الاحتفال فقط ، ويشعر بلذة وغبطـة ؛ لأنه يمر بليلة العمر وأيامها الّتي لاتعود في الحياة ، ولا تتكرر فهي كالحلمِ .

آلات الري قديما في البحرين

آلات الري قديما
طرق نقل الماء التي تعتمد على حفر القنوات كالساقية (أو الساب) ونظام القنوات التحت أرضية, بالإضافة لذلك كانت هناك طرق أولية لري الأرض بآلات أولية كان أبسطها الدلو حيث تتم ري الأرض باليد باستخدام الدلو في حال كانت الرقعة الزراعية صغيرة, بالإضافة لذلك كانت هناك آلات ري تقليدية أخرى أهمها الغرافة والزاجرة, وكانت الغرافة تعتمد على جهد الفلاح فقط أما الزاجرة فيستفاد فيها بقوة الحيوان (الثور أو الحمار) لسحب الماء من البئر.
الغرافة
تسمى غرافة أو منزفة وفي مصر تسمى شادوف, وهي تستخدم لاستخراج الماء من البئر القليلة العمق, وهي إحدى الطرق المشهورة في مناطق مختلفة في العالم, وفي منطقة الخليج العربي عرفت هذه الطريقة منذ آلاف السنين. في هذه الطريقة يقوم الفلاح بالغرف من البئر بواسطة قوائم خشبية وحبل موصول بخشبة طويلة موصولة في أحد طرفيها بصفيحة فارغة أو دلو وفي طرفها الآخر يوجد ثقل قد يكون حجر أو كتلة طينية, و يمكن شرح طريقة عمل الغرافة على مرحلتين، في الأولى يبذل الفلاح جهدا خارقا ليشد الثقل أوالكتلة الطينية الثقيلة ليجعل الدلو ينزل لقاع البئر ويمتلئ بالماء، وفي الثانية يتولى الثقل رفع الدلو حيث يؤدي لعودة الخشبة الطويلة إلى وضعها الأصلي.
الزاجرة
تسمى زاجرة والبعض يسميها جازرة وفي الإمارات تسمي (يازرة) وتسمى في بعض المناطق في رأس الخيمه بالزايره, و في عمان تسمى زاجرة أو منجور. ويرجح البعض أن الاسم زاجرة هو الأصح فهو مشتقة من الزجر بمعنى الحث على السرعة, حيث أن عملية السقي بالزاجرة تحتاج لزجر الحيوان (الثور أو الحمار) الذي يسحب الحبل. ولكننا لا نستطيع الجزم بصحة ذلك حيث في أنه في دولة الإمارات العربية وكذلك في مصر تم اشتقاق اسم “جازر” أو “يازر” للشخص الذي يقوم بقيادة الثور لاستخراج المياه.
مكونات الزاجرة
لم يذكر لنا محمد علي الناصري في كتابه من تراث شعب البحرين وصفا مفصلا عن الزاجرة, وإنما أكتفي بذكر أجزائها ومن أهم الأجزاء التي ذكرها هي (أسطوانتان, الدروج, العارض, المنجور, المواقيف, الصوبج, الخب, الأردية, الجباية, الحوض, الجدول, الدلو, الرشا), وغالبية تلك المسميات تتشابه في دول الخليج, وأخرى لها مسميات مختلفة, ولكن أيا كانت التسميات فالوصف النهائي للزاجرة متشابه تماما. تتكون الزاجرة أساسا من المنجور وهو أشبه بالبكرة, وقد تختلف تفاصيل تثبيت المنجور, إلا أن الفكرة واحدة, وعادة ما تتكون الزاجرة من المكونات التالية مع مراعاة اختلاف التسميات والتفاصيل:
1 -التراكيب أو السناطوين: وهي عبارة عن قطعتين خشبيتين تثبت بصورة عمودية على جانبي البئر, وعادة ما تكون كل سنطوانة مصنوعة من نصف جذع حيث يتم قطع الجذع طوليا إلى نصفين, ثم تثبت السناطوين ويتم وضع في أعلى كل سنطوانة فتحة قدرها نصف دائرة تسمى القرم.
2 – العارضة: وهي عبارة عن قطعة خشب توضع بصورة أفقية لتصل بين السنطوانتين أو التراكيب.
3 – القرون: وهي عبارة عن قطعتين خشبيتين طويلتين يتم وضعها بصورة مائلة بحيث يكون طرفها مثبت في الأرض أمام البئر ويستقر طرفها الآخر فوق العارضة بحيث تواجه فتحة البئر.
4 – المنجور: وهو عبارة عن بكرة خشبية كبيرة تثبت في القرون بواسطة خشبة تسمى (حطبة المنجور). و يوجد على طرفيه 15 أصبع يسمون الواحدة لعبة أو لسان. ويكون المنجور هو مصدر الصوت الذي يطرب له صاحب الزاجرة أو من يمر بجانبها حيث يتغنى له بأغنيات خاصة بصاحب المزرعة أو النخل ويكون له لحن معين وينتج الصوت من جراء حركة المنجور وكذلك عن احتكاك الحبل الذي يجره الثور والذي يكون مربوطا بالدلو ويمر على المنجور.
5 – الدلو: وهو الإناء الذي يستخدم لاستخراج الماء من البئر ويكون له شكل خاص, وعادة ما يصنع من جلد البقر.
6 – الرشا: وهو عبارة عن حبل سميك يربط بالدلو من الأعلى ويعتبر الحبل الأساسي للدلو عندما يتدلى داخل البئر وهو يمتد من الثور مارا ً على المنجور لتحريكه حتى يصدر صوتا ً.
7 – المرص: وهو عبارة عن حبل رفيع يوضع في أسفل الدلو ويعتبر الحبل المساعد للرشا وأحيانا يطلق عليه (المساعد). ويكون أحد طرفي هذا الخيط مربوط بالرشا والطرف الآخر بالدلو ولا يمر هذا الخيط بالمنجور, وتكمن أهمية هذا الخيط في أنه يقوم بشد الدلو من أسف لكي يتم تفريغ الماء من الدلو (شاهد الصورة).
8 – الصوبج (أو الصوبي): وهو عبارة عن قطعه مستديرة من الخشب تصنع بواسطة شخص مختص وتوضع لها قطعتان من الحديد من الجانب حيث يوضع المرص على الصوبي ويساعد الثور في رفع الدلو.
9 – الوي: وهو عبارة عن قطعه من الخشب تكون على ظهر الثور عندما يدخل الخب.
10 – الخب: وهو عبارة عن منخفض أو حفره كبيرة وعميقة قليلا ً حيث يتم فيها إنزال الثور لأن حركة الثور في النزول والصعود تساعد على جلب الماء من البئر, وهنا نجد أن الشخص الذي يعمل على الزاجرة يقوم بمساعدة الثور عن طريق ما يسمى بالزالوي أو حبل الزالوي.
11 – الجابية وتسمى أيضا المغيلة (بكسر الغين): وهي عبارة عن المكان الذي يصب فيه الدلو الماء.
أنماط متعددة من الزاجرة
بالإضافة للنمط الكلاسيكي البسيط من الزاجرة هناك أنماط مختلفة من الزاجرة لكنها مبنية على نفس الأساس السابق وهو وجود المنجور, وفي هذه الأنماط الأخيرة يتم الاستغناء عن العارضة والتراكيب والقرون حيث يتم بناء أجزاء البئر بالحجارة والجص ويعلق به المنجور.
كيفية عمل الزاجرة
يعتد عمل الزاجرة على وجود حيوان قد يكون ثورا أو حمارا يتم ربط خشبة على ظهره يشد إليها حبل يمر عبر المنجور دورهما تسهيل عملية صعود إناء السقي من البئر ويقوم الحيوان بالذهاب والعودة في ممر مائل أمام البئر إذ يتم خلال مرحلة الذهاب جر الإناء مملوءا بالماء من البئر لتفريغه في الجابية, أما خلال رحلة العودة فان الإناء يعود فارغا إلى البئر ليملأ بالماء مرة أخرى. وقد يكون هناك مساعدون للسقاي مهمتهما استقبال الإناء المملوء بالماء وتفريغه في الساقية وبعدها إعادته إلى البئر. المشهد يستمر طويلا وقد يستغرق وقتا لا حدود له لكنه كان في ذلك الزمن عنوان الحياة فكلما استمر صوت المنجور تدفق الماء وارتوت المزروعات لتنتعش.

الساقية والمنجيات

الساقية والمنجيات وبيئات “الغيلمة” المنقرضة


لا يقتصر ارتباط نظام ري معين بثقافة معينة فقط بل يتعدى لما هو أكثر من ذلك فهناك نظم ري ترتبط بتكوين نظم بيئية تدعم كائنات حية معينة, وبذلك زوال نظم الري القديمة يؤدي لزوال تلك النظم البيئية وبالتالي انقراض لتلك الكائنات التي تدعمها تلك النظم البيئية. الساقية والمنجيات هي أمثلة واضحة لتلك النظم التي ارتبطت بنظم بيئية وبختفاء تلك النظم أصبحت الكائنات حية المتواجدة بها في عداد الكائنات المنقرضة من البحرين.
السواقي والمنجيات
كلا السواقي (مفردها ساقية) والمنجيات (مفردها منجى) عبارة عن قناة تحفر في الأرض تمر فيها المياه. وتعمم العامة في البحرين عليها اسم السيبان (مفردها ساب), وغالبا ما تخص السواقي باسم السيبان.
السواقي وقوانين الري
كانت هناك العديد من طرق الري في القديم إلا أن أشهر طرق الري كانت عن طريق الساقية, ويقصد بالساقية تلك القنوات التي تحفر في الأرض وتخرج من العين أو تلك القنوات التي تتفرع من القناة التي تخرج من العين وقد تعارف عليها باسم “السيبان” مفردها “ساب”. وهناك نوع من القنوات يسمى صودق وهي نوع من القنوات تمر من فوق ساقية أخرى. وتعرف أرضية الساقية التي حفرت فيها باسم الجصة.
وتسمى النخيل التي تسقى بالسلقية “سيحة نخيل” أو “نخل السيح”, أما الطريقة التي تستخدم فيها السواقي فتسمى التسكير. وتعتمد طريقة التسكير على غلق الساقية بالسكار وذلك لإعادة توجيه الماء وتوزيعة. والسكار عادة ما يكون قطع من القماش أو ملابس قديمة تلف مع بعضها وتغلق بها قناة الساقية. وتعتبر هذه الطريقة من الطرق القديمة جدا يدل عليها اسمها المشتق من الجذر “سكر” وهي من أصل آرامي وتأتي في الآرامية بمعنى غلق وتأتي أيضا بمعنى سد مجرى الماء.
وهناك حزمة من القوانين تنظم استخدام هذه السواقي وصيانتها ذكرت في قانون ري النخيل نوجزها في التالي:
1 – إصلاح السواقي إذا كانت العين لها ساقية واحدة فمصرف إصلاحها على النخيل التي تسقى منها وأما إذا تفرعت منها سواقي متعددة فكل ساقية يكون مصرف إصلاحها على ملاك النخيل التي تسقى نخيلهم من هذه الساقية.
2 – ممر الماء الذي يمر في نخل أو نخيل متعددة إلى سقى أو جملة نخيل ليس للمالك حق أن يبدل الممر الذي هو ساقية بموجب الاصطلاح السابق ولا يغيرها عن موضعها إلا بموافقة أهل الأملاك التي تسقى نخيلهم منها فإذا حصلت الموافقة من المذكورين فليس له حق أن ينزل الساقية أو يرفعها عن مستواها السابق.
3 – ساقية تسمى صودق وهي تمر على ساقية أخرى إذا أختل بناؤها فلصاحبها ان يبنيها على قاعدتها السابقة بدون تنزيل أو ترفيع.
4- الجصة هي أرضية الساقية وجوانبها من جميع الجهات إن كانت مشتركة أو خاصة بنخيل واحدة فلو حدث فيها خلل من الإقامة في بنائها السابق فيجب إصلاحها كما كانت سابقا إن كانت مشتركة فعلى جميع المشتركين وإن كانت خاصة بنخل فهي على مالك النخيل.
5- يوجد بعض النخيل نازلة تتساقى مع نخيل مرتفعة فإذا عدل وضع الساقية وحدث ضرر يجب قسمة الماء بموجب مساحة النخيل.
6 – لو كانت سيحة نخيل تسقى من عين بالتسكير أي بالربط والهد كمثل عين عذاري ولها شخص معين من قبل مالكي النخيل يسكر الأوضاح بالإيجار فعلى جميع الضامنين أن يدفعوا له.
7 – ساقية أو عدد من السواقي أو محل مجمع لفوهات النخيل فيجب على كل ضامن أو مالك نخيل متوليها بنفسه إذا أراد أخذ الماء لنخيله أو أراد أن يسكر على الباقين فعليه أن يسد الفوهات سدا محكما بالكراريف الموجودة في المحل أو بالقرب منها ولا يجوز غلق فوهة نخيل أو عدد من الفوهات من الرمال أو الأرض الفوقية المجاورة للفوهة حيث إن ذلك يوقع الضرر على مجاري فوهات النخيل الأخرى.
8 – إذا كانت ساقية أو منجى أو ساب داخل نخيل مملوكة أو خارجا عنها في أرض مملوكة فيجب على مالك الملك الذي فيه هذه الساقية أو المنجى أو الممر ألا يحدث فيها أي ضرر كالدفن أو التضييق أو رمي بعض الأشياء كالكرب أو السعف أو الليف وغيرها فإذا حدث فيها شيء مما ذكر فهو ملزوم بإزالة ما أحدثه من ضرر لأنه هو المسئول عنه.
المنجيات
المنجيات جمع والمفرد منجى وهو مجرى مائي يحمل الماء الزائد من الأرض الزراعية و يتجه للبحر, و قد سمي بالمنجى لأنه ينجي الأرض من الغرق. والبعض يطلق عليه مسمى “ساب” من باب التعميم فالاسم ساب يعمم على الساقية والمنجى وبهذه الصورة تصبح لفظة ساب بمعنى قناة محفورة في الأرض يمر فيها الماء. ومثلما للساقية حزمة قوانين منظمة كذلك للمنجيات قوانين منظمة وردت في قانون ري النخيل نوجزها هنا:
1 – المنجيات القديمة والحديثة ليس لأحد أن يسدها بل تبقى كما كانت ما عدا صاحب الجادي الذي يسقي نخيله من المنجيات فله حق في ذلك بدون ضرر على النخيل التي تنجى.
2 – لو صار زيادة في الماء عند ملاك النخيل وليس بجواره أرض خالية لأجل تخريج الماء الزائد وبجواره نخيل أو أرض مملوكة فيجب على صاحب الملك المجاور أن يسمح له بحفر منجى في أطراف ملكه من إحدى الجهات التي يختارها مالك النخيل أو الأرض والمصاريف على طالب المنجى.
المنجيات و”الغيلمة” البحرينية
الغيلمة عند العامة هي سلحفاة المياه العذبة, أما السلحفاة البحرية فتسمى “حمسة”, وكلا اللفظين حمسة وغيلم وارد في المعاجم اللغوية القديمة بهذا المعنى. بينما تذكر المعاجم الحديثة السلاحف البحرية باسم “اللجأة”, وتسمية سلاحف المياه العذبة باسم “الرق”, وتم اعتبار الأسماء “غيلمة” و “حمسة” كألفاظ عامية. وتعتبر المنجيات هي البيئة المفضلة لهذا النوع من السلاحف التي لم يعد لها وجود إلا في الذاكرة الشعبية حيث لا زال البعض يتذكر كلمات تلك الأهزوجة الشعبية:
أتسبحي في البمبوع ياغيلمه
يحميش الله مالگاش رب السمه
اصطياد “الغيلمة”
و قد كانت الأطفال تصطاد “الغيلمة” في السابق ليتسلون بها, ثم تحولت بعد ذلك لعملية تجارية, حيث بدأ الأطفال يصطادون كميات كبيرة من “الغيلم” و ذلك بغرض بيعها, و كان أحد “سيبان” عذاري حتى الثمانينات من القرن المنصرم ينتج كميات كبيرة من هذه السلاحف الصغيرة فيروي لنا شاهد عيان أنه وفي خلال ساعة واحدة تمكن الأطفال بصيد خمسين “غيلمة”.
كان هذا الصيد الجائر وبداية جفاف السيبان والمنجيات هي الأسباب التي أدت لإعلان انقراض “الغيلمة” البحرينية من البحرين. إن هذه الغيلمة عاشت على جزر البحرين مئات السنين منعزلة عن العالم الخارجي فكونت مجموعة من الصفات الخاصة التي جعلتها نوعا مميزا من سلاحف المياه العذبة, فهي لا تهاجر ولا تتكاثر خارج حدود هذه الجزيرة. وقد كان لجفاف عين عذاري وسابها العظيم الأثر الأكبر في انقراض هذه السلحفاة.
بقايا مصائد صيد الغيلمة
عندما تزور المنجيات المهجورة أو ماتبقى من أثارها (هذا إن كانت لازالت موجودة) يمكنك العثور على أدوات شبكية مختلفة كانت تستخدم في صيد السلاحف الصغيرة, منها ما هو عبارة عن شبك حديدي وهو يمثل “رفوف ثلاجة قديمة” (ما عاد يباع في الأسواق مثيلها) استخدمت لحصر جزء من المنجى أو الساب, و بهذه الطريقة يتم عزل مجموعة من السلاحف واصطيادها باليد.
و قد استخدمت قطع مختلفة من “الشباك” المعدنية لسد المجرى تارة, و تارة أخرى كمصيدة يدوية. و من الأدوات المتطورة بعض الشيء نوع آخر هو عبارة عن آلة مكونة من صندوق مصنوع من شبك حديدي وله مقبض خشبي طويل.
المنجيات وبيئة القصب
لا يمكننا الحديث عن المنجيات دون أن نذكر النبات الذي غالبا ما ينمو على جوانب تلك المنجيات ألا وهو نبات القصب. وفي بعض المناطق المحاذية للمنجى وبالخصوص المنطقة القريبة من البحر التي يصب فيها يتكون جسم كبير من الماء العذب المختلط ببعض مياه البحر مكونين بيئة مثالية لنبات القصب الذي يكون بيئة خاصة تكثر بها الضفادع و سلاحف المياه العذبة وعدد من الحشرات ويرقات الحشرات التي تعيش في الماء وأسماك صغيرة كالحراسين أو غيرها من الأسماك التي تعيش في مثل هذه البيئات والتي ذكرناها سابق, كذلك عدد من أنواع الطيور. باختصار تصبح المنطقة نظاما بيئيا مميزا, وللأسف حتى هذا النظام البيئي في طريقه للانقراض وإن وجد فلربما كان متدهورا بحيث لا يدعم كائنات حية.

طرق الري وقوانينه

طرق الري وقوانينه
وضعت قوانين للري لأن الأراضي لم تكن مستقلة عن بعضها بل كانت كل مجموعة من الأراضي لها عين مشتركة وعليه وجب وجود تشريعات تنظم عملية ري كل أرض بحسب مساحتها واحتياجاتها على أن يتكفل كل من يستخدم العين بصيانتها ودفع رسوم للقائم عليها. ويتم تقسيم وقت العين اللازم لري أرض معينة بوحدة زمنية تسمى “وضح” وهو مسمى قديم ربما يكون له جذور عربية أو سامية لكنه دخل في العربية فالوضح في اللغة هو الضوء واستخدم في تحديد أوقات معينة ففي حديث عن الرسول (ص) جاء فيه “صوموا من الوضح إلى الوضح” أي من الضوء إلى الضوء. وتقصد العامة بالوضح نصف يوم إما من طلوع الشمس حتى غروبها أو من غروب الشمس حتى نصف الليل الأول, ويكون لكل عين وضحان في اليوم أي أربعة عشر وضحا في الأسبوع. وقد وصلتنا تفاصيل الوضح من خلال كتاب قوانين ري النخيل حيث جاء فيه:
“العين تشتمل على أربعة عشر وضح إذا كانت لها ساقية واحدة أو اكثر والوضح من طلوع الشمس إلى غروبها إن كان صيفا أو شتاء ونصف الوضح من طلوع الشمس إلى وقت الزوال ليكون نصف اليوم إذا كان نهارا وكذلك من وقت الزوال إلى غروب الشمس وليلا من غروب الشمس إلى نصف الليل الأول أو من نصف الليل الأخير إلى طلوع الشمس وثلث الوضح ثلث النهار أو ثلث الليل وكذلك ربع الوضح ربع أو ربع الليل”
ويكون لكل أرض زراعية معينة عدد من الأوضاح في الأسبوع, ولو حدث أن احتاجت العين لإصلاح أو صيانة تكون الكلفة على جميع أصحاب الأراضي المنتفعة وتكون نسبة مساهمة كل مالك من ملاك الأراضي تتناسب مع عدد الأوضاح تسقى بها أرضه أو بنسبة محصول الأرض بحسب ما ينص القانون:
“العين التي يسقى منها نخلان أو ثلاثة وأوضاحها محصورة للنخيل المذكورة فيكون مصرف إصلاحها بالوضح وأما العين العمومية التي تتوزع أوضاحها على نخيل كثيرة فيكون مصرف إصلاحها على الحاصل من آثمار النخيل التي تسقى منها”
أما في حال جفاف العين فيوجد قانون آخر:
“عين طبيعية قد جف ماؤها وهي مشتركة بين عدة نخيل لها أوضاح فإذا أتفق أهل الملك على وضع مضخة على العين بينهم بالشراكة على أن يعطي كل واحد منهم ما يخصه من الماء فلا بأس وإذا لم يتفقوا على ذلك فلكل واحد منهم الحق أن يضع مضخة لاستعمالها لأوضاحه الخاصة”.
وكذلك القانون التالي يوضح إجبارية أن يدفع كل شخص ما عليه ليستحق الماء:
“كذلك إذا دعت الحاجة لضرابة العين الطبيعية فهي على الجميع فإذا أحد المشتركين أبى أن يدفع ما ينوبه من المصرف فللمشتركين الحق في أخذ الماء الذي يخص شريكهم ختى يدفع ما عليه”.
الغريب في هذه القوانين أنها لم تترك نقطة ماء لم تبين من حق من, فأحيانا يكون فائض في الري فبعد عملية الري تبقى بعض المياه في الساقية أو الساب وهي تسمى ذوب أو هدة الساقية أو المشاخيل وهذه إما أن تكون لشخص بعينه أو تكون شراكة ولا يحق لأحد التصرف فيه, هذا ما نص عليه أحد القوانين من قوانين الري:
“إذا كان نخيل يسقى من الذوب خاصا له فليس لأحد أن يتعدى عليه إلا إذا كان له شراكة فيه وكيفيته إذا كان الماء في وقت معين إلى نخل معين في أي يوم من الأسبوع فبعد انتهاء سقي النخيل وصار الماء إلى غيره فيكون فاضل الماء يسمى ذوب أو هدة الساقية كذلك الشواخل التي من وراء سكار النخيل والمياه التي تأتي من المنجيات كل ذلك يسمى ذوب ويمكن أن يكون النخل واحد أو أكثر بالشراكة فيها بين النخيل”.

أنواع الأراضي الزراعية

طرق الري وأنواع الأراضي الزراعية
يتم اختيار طريقة الري بحسب مساحة الأرض الزراعية المراد سقيها, وعلى هذا الأساس تم تقسيم الأراضي الزراعية إلى عشرة أقسام هي : جوبار, سطر, عكرة, صرمة, دالية, دولاب, رفض, نخل, برية, زراعة. ويضاف لهذه الأقسام الأراضي الغير مزروعة وهي المضعن والبر.
تعتبر الأنواع الثلاثة الأولى (جوبار, سطر, عكرة) ذات أشكال غريبة ومساحات مختلفة وقليلة القيمة الزراعية وتتداخل بين قطع وبساتين كبيرة. ويمكننا إجمال صفات الأراضي الزراعية كالتالي:
1 – العكرة فهي قطعة صغيرة جدا تترك عادة دون زراعة لأنها تقع ضمن ممتلكات الغير.
2 – الجوبار و السطر عبارة عن شريط ضيق من الأرض يقع على مجرى مياه الري أو بين قطعتين كبيرتين.
3 – الصرمة أو القطعة هي بستان صغير عرضه 9 متر – 15 متر و طوله بين 15 و 30 متر, و يقع عادة بالقرب من القرية, وكثيرا ما يستخدم لزراعة الخضار.
4 – الدالية وهي بستان من النخيل مربع الشكل أكبر من الصرمة طوله بين 18 و 30 متر, والاسم مشتق من الدلو وهو الوعاء المستخدم في الري, حيث تسقى الدالية باليد باستخدام الدلو.
5 – الدولاب وهو بستان كبير للنخيل طوله بين 60 و122 متر و عرضه بين 30 و60 متر, وهو يسقى بالزاجرة.
6 – الرفض أو المغارس وهي قطعة صغيرة مزروعة لكنها غير مروية لارتفاعها عن مستوى المياه المحيطة بها, و يزرع النخيل في حفرة عميقة قريبة من منسوب المياه الجوفية, ويعتنى بالنخيل سنة بعد سنة حتى يصل إلى سطح التربة. ويتأخر النخيل المزروع بهذه الطريقة ولكنه لا يحتاج إلى الري متى أكتمل نموه.
7 – البرية هي قطعة أرض كالرفض غير مروية ولكنها واسعة الأرجاء وأشجار نخيلها أكثر تفرقا وانتشارا من أشجار الرفض.
8 – الزراعة وهي القطعة المخصصة لزراعة الخضار وعلف المواشي يتراوح طولها بين 183 و 213 متر وعرضها حوالي 183 متر. ويزرع أحيانا بها أشجار النخيل التي ما أن تبلغ نضجها حتى تسمى الأرض حينها “نخل”.
9 – النخل وهي الأنواع الأكثر انتشارا, وهي عبارة عن أرض يتراوح طولها بين 300 و 1524 متر وعرضها بين 60 و 153 متر, و قد تكون مربعة الشكل أو مستطيلة أو دائرية أو نصف دائرية. ويوجد نوعان من النخل:
أ – نخل السيح وهو النخل الذي يروى عن طريق “الساقية” أو “السيبان” أي القنوات المائية العميقة التي تنقل المياه من أقرب الينابيع العذبة.
ب – نخل الغرافة وهو النخل الذي يسقى بالغرافة, وسنأتي على تفاصيل الغرافة لا حقا.
ويلاحظ أن كل قطعة من بساتين النخيل أي “النخل” تعطى اسما يبين حجمها و موقعها أو يدل على الانتماء الديني أو الأصل العائلي لصاحبها.

الزراعة وقوانين الري

الزراعة وقوانين الري
بدأت الزراعة في البحرين منذ آلاف السنين وقد تم توارث تلك المهنة والمناطق الزراعية من قبل الشعوب التي توارثت الأرض منذ ذلك الحين. كانت البدايات بسيطة جدا فمجرد أن يبدأ احد بزراعة منطقة معينة يبدأ باستملاكها وكان لزاما إيجاد قوانين منظمة سواء لاستملاك الأراضي أو استخدام المياه العذبة في الري. وقد تم طبعها في عام 1960م وقد عرفت تلك القوانين باسم “قانون مياه النخيل” والتي تشمل قوانين تنظيم ضمان الأراضي الزراعية وقوانين تنظيم الري.
تنظيم الأراضي الزراعية وحق المرور
لقد كانت الأراضي الزراعية متلاصقة دون طرقات تفصلها في الغالب, وقد ارتبطت بمسارات جداول المياه فكان ملاك هذه الأراضي يمرون عبر مسارات محاذية لتلك الجداول للوصول إلى بساتينهم ومزارعهم وحمل الثمار عند الحصاد مما يغنيهم عن إحداث الطرق الواسعة ويسمح لهم بإصلاح تلك القنوات وضمان مرور الماء فيها
تضمين الأراضي الزراعية
الأراضي الزراعية إما أن تكون تكون ملكا لشخص أو مجموعة أشخاص تعمل بها أو تضمنها أي تأجرها على فلاح أو قد تكون وقفا حيث تقوم الجهة المنظمة للأوقاف بتضمين الأرض. وقد يحسب البعض بأن الضامن يعمل في غير أرضه فلذلك سيأخذ ما يأخذ ويهمل الأرض فهي ليست ملكه ولكن هذا لا يحدث وذلك بسبب وجود حزمة من القوانين تم التعارف عليها في حالة تضمين الأراضي وغالبية تلك القوانين جاءت من أجل حماية الأرض من الإهمال وكذلك تشجع الضامن على التطوير منها حيث ورد ضمن قوانين مياه النخيل :
“يوجد قاعدة معمول بها على أن مالك الزراعة لا يضمن إلا بتثمين الزرع عند دخول الضامن الجديد يبقى عليه كدين للمالك فإذا أنتهت مدة الضمان فللضامن الحق في تثمين الزرع فإذا زاد ثمنه عن الأول فله الزيادة وإن نقص فهو مسئول عن النقص يدفعه حالا قبل خروجه وأما إذا اتفق المالك والضامن حلاف ذلك فشأنهم”.
وتم التأكيد على هذه النقطة في قانون آخر أيضا حيث ورد:
“نخيل تشتمل على أشجار من جميع الأصناف كالأترج والرمان واللوز وغيره فإذا دخل الضامن على هذه النخيل بتثمين الأشجار فله الحق عند خروجه في تثمين ثمره”.
ومن الشروط التي تحمي الأرض من الإهمال هي تلك التي تلزم الضامن بإصلاح الأرض منها هذا القانون:
“شروط الضمان وما يتعلق من إصلاح النخيل أو الزراعة ضمن أي شخص من أحد ملاك النخيل أو زراعة وألتزم على أن يكسح النخيل أو الزراعة في كل سنة مرتين ويضرب السواقي الداخلية والخارجية والمنجيات التي تتعلق بها كل سنة مرتين كما ذكر أو أكثر بموجب الشروط المقررة في ورقة الضمان وكذلك الحظران التي تحفظ النخيل أو الزراعة فإذا أخل بشيء من ذلك فعليه إكمال أو تثمين ما تركه وبموجب تثمين أهل المعرفة فهو ملزوم به”.
كذلك هناك شروط لحماية النخيل من الإهمال والالتزام بالاهتمام بها منها:
“شروط التلقيح وهو قطع الكرب اليابس على الضامن قطعه في أحد وقتين الأول بعد جمار النخيل بعد النبات ويجب على الضامن أن يترك دور واحد يابس عن ضرر النخيل وفي الوقت الثاني في أول بشره الرطب على أن يترك دورين أو ثلاثة وإذا ترك الضامن التلقيح في الوقتين المذكورين فللمالك الحق أن يؤجر على التقليح وقطع الكرب اليابس من النخيل ويحسب المصرف على الضامن لأنه ملزوم به كشرط أساسي إلا إذا سمح عنه المالك”.
وكذلك القانون التالي:
“شروط قطع السعف اليابس يكون في أول طلوع الثريا أي وقت ابتداء موسم البارح وإذا سمح المالك بقطعه قبل ذلك فلا بأس على أن يقطع اليابس فقط ويترك الأخضر والوقت الثاني في نفاظ إثمار النخيل فللضامن الحق في قطع السعف اليابس فقط وإذا تعدى وقطع سعف أخضر يعاقب الضامن على قدر جرمه إما بحبس أو غرامة حسب ما تراه المحكمة”.
وقد امتدت تلك القوانين للتحقيق في أي حادث يؤدي لتلف نخلة, فنقرأ في قائمة قانون مياه النخيل القانون:
“النخلة الساقطة والميتة ليس للضامن فيها حق التصرف إلا بعد كشف المالك أو من يقوم مقامه وإذا عمل بخلاف ذلك فهو مسئول للمالك عن ثمن النخلة في ما لو كانت حية تثمر وإذا تعمد المالك عدم الحضور فللضامن حق التصرف”.

المزارع

إشتهرت قرية العكر منذ القدم بالزراعة، ولا سيما زراعة البطيخ، الذي كان يصدر إلى دولة قطر. ولقد انتشرت في هذه القرية العديد من المزارع، بسبب كثرة المياه فيها ولخصوبة أراضيها، وقد ذكرها محمد علي التاجر بقوله : " العكر على الساحل الشرقي وهي ذات نخيل باسقه ومياه غزيرة وبها مزارع البطيخ الأصفر الجيد ويزرع الحنطة وأهلها فلاحون. ومن هذه المزارع :

(1) خزابة : وهي ملك رجل الأعمال عبد الله أحمد ناس.
(2) البري : وهي ملك أحمد بن غريب.
(3) الرفض : وهي ملك كل من محمد إبراهيم وحبيب بن يوسف.
(4) عبد النبي : وهي ملك علي عبد الرسول وإخوانه.
(5) أم الحمام : وهي ملك الحاج محمد المغني.
(6) السيفية وأرض الجمل : وهي ملك عائلة الغتم.
(7) أرض ياقوت : وهي ملك محمد حسين.
(8) أرض السراحنة : وهي ملك الحاج علي بن سرحان، وقد بيعت على أحد أفراد الأسرة الحاكمة.
(9) مزرعة كفل خور : وهي ملك عائلة آل حسين، وقد بيعت على رئيس مجلس الشورى، وشيد فيها قصرا له.
(10) أرض الشيخ : وسميت بذلك نسبة إلى الشيخ منصور الستري الذي كان يملكها سابقا، ويملكها حاليا آل حسين.
(11) العرادي : وهي أيضا ملك عائلة آل حسين.
(12) زمزموه : وهي ملك إبراهيم بن سرحان.
وهناك مزارع أخرى منها مزارع عائلة آل شرف ومزرعة عباس فردان.. بالإضافة إلى مزارع عديدة قد اندثرت بسبب عدم الاهتمام بها من قبل أصحابها، أو الزحف العمراني عليها مثل : (أرض اللوز) التي يملكها (الشيخ علي بن خليفة)، وقد أهملت بعد وفاته واندثرت عينها المسماة (عين اللوز)، وكذلك (الفاقعة) وهي ملك (حبيب علي محمد المغني) وقد باعها على أحد التجار لإنشاء محلات تجارية عليها، وهناك أيضا (الخجدة) وهي ملك (عبد الله بن محمد المغني)

التعليم وشروطه

شروط قبول التعليم :
تشترط المعلمة في قبول الوليدات على أهل المتعلمين قبل التعلم ببعض الشروط التي يجب أن تتوفر فيهم وأبرزها الأمانة والشرف والمصداقية والنزاهة والأخلاق والانتظام وإن جاءهم متعلمًا متحولاً من معلمة سابقة للتعلم لديهن يشترط تزكيته من قبل المعلمة الأولى بأن تشهد له بالخصال الحميدة وبحسن السيرة والسلوك حتى ينضم إلى صفوفهم كل ذلك حرصًا من المعلمة على سلامتها وسلامة وليداتها من الانحراف .
الوقت :
هناك وقتين للتعليم في اليوم الفترة الصباحة يبدأ دوامها من الصباح الباكر حتى أذان الظهر والفترة المسائية .. و يبدأ دوامها من بعد وجبة الغداء حتى أذان المغرب .
الأجرة :
طبعًا تؤخذ من المتعلمين أجرة وبشكل أسبوعي وعادةً ما تكون يوم الأربعاء الذي هو ما قبل العطلة الأسبوعية وهي يومي الخميس والجمعة و ذلك للراحة والتفرغ والاستعداد للعبادة بليلة الجمعة ويومها وقيمتها خمسة وعشرون فلسًا ( أربع آنات ) من عملة ذلك الزمن حتى وصلت لـ( ربيه ) أسبوعيًا أي مائة فلس, ولحفظ كل جزء من القرآن يُقدم للمعلمة مبلغًا من المال وإما أجرة جزء عم تُعطى المعلمة أكثر من بقية الأجزاء والسبب أنه يعتبر من الأجزاء التي تكلف الوقت والجهد للمعلمة لكون أن في مقدمة هذا الجزء أهم أساسيات تعليم القرآن من تهجئة الحروف وإعراب الكلمات .
المكان :
تخصص المعلمة جزء واسع وبارز من البيت للتعليم مفتوح مظلل ,و مهوى بالصيف وبالشتاء داخل اللياوين المسترة لحماية الوليدات من البرد.
يجهز للوليدات جرة ماء بلاستيكية لحفظ الماء مع بعض الثلج وقديمًا جرة مصنوعة من الطين (حب) مع كاس من المعدن يتحمل الشطحات ويقوم بملئه وتجهيزه الوليدات أنفسهم.
عدد التلاميذ والتلميذات:
ويعتمد عدد الوليدات على حسب خبرة المعلمة ومكانتها ومساحة البيت والمكان المخصص للتعليم وكذلك نوعية التنظيم المتبع في التعليم وكلما زادت خبرة ومكانة المعلمة ومساحة المكان زاد عدد الوليدات وبالعكس,
تستغل المعلمة وجود الكم الكبير من الوليدات فتحضر لهم بعض المواد الغذائية الخفيفة كالبسكويت وأكياس الشبس ورقائق البطاطس والآيسكريم وبعض المكسرات(حب الرقي وحب الفساد وحب الشمسي ) وبعض المشروبات الغازية لبيعه عليهم لسد الجوع عند الحاجة , وقديمًا يباع على الوليدات حلوى السمسم وبعض المكسرات كحب الرقي وغيره ومشروبات غازية .
الزي والملابس:
تحرص المعلمة على أن يحضر المتعلمين بلباس الحشمة والوقار وبالخصوص الفتيات وإن كان لباس الحشمة هو السائد والمتبع في المجتمع البحراني الأصيل, وهو السروال الواصل لأقصى القدمين والنفنوف الساتر للرقبة واليدين حتى الأصابع والبخنق أو الحجاب مع مراعاة الحشمة في الحركات وليس هناك شكل و لون معين للباس كالمدارس الرسمية.
المكافآت الحوافز:
بعض المعلمات تخصص هدايا عينية أو مالية أو بعض الحلويات للمجتهدين والمؤدبين والصالحين كحوافز ويكونوا لديها من المقربين وبالخصوص إذا كان المتعلم فقير .
العقوبات:
لا تترك المعلمة الأمور من غير متابعة وملاحظة وبالخصوص في جمع من الأولاد والبنات وفيهم من هو شري الطبع وسيئ السلوك فللمعلمة عينان , عين موجهة على من تدرسه وعين تراقب الأوضاع والسلوك والحركات للمتعلمين فترصد كل حركة غير مناسبة من حولها والكثير من المعلمات تخصص عيون غير عينيها لترصد وتراقب من لم يتحرك أمامها وبالخصوص في الفترات التي تخرج فيها لحاجة قصيرة المدة أم طويلة , تمسك المعلمة بيدها في الغالب عصا لتعاقب مباشرة من يعاند أو يقصر أو يعبث , وبعض المعلمات أو المعلمين من يعاقب المعاند أشد العقوبة التي تصل للضرب المبرح وأمام التلاميذ ومن لم يصلح منهم وبعد عدة عقوبات فالعقوبة النهائية الطرد من التعليم .
يقوم المتعلمون بواجبات كبيرة في بيت المعلمة وتصبح المعلمة كملكة النحل في الخدمة والرعاية فالبنات يقمن بطهي طعام بيت المعلمة وتجهيزه من فطور وغداء وحتى العشاء وغسل الأواني وغسل الملابس ونشرها وتجهيزها في خزانة الملابس وتنظيم غرف النوم بما فيها غرفة نوم المعلمة والتي توكل على من تثق فيهن أكثر ويقمن بكنس الحوش ورشه بالماء كي لا تثير ترابه الرياح وتنظيف حظيرة البقر والغنم وحلبها إن وجدت . جلب الماء من العيون قديما إن لم يكن في البيت جليب أو موصل بالماء .
وتقوم بعض المعلمات بتعليم تلاميذها بعض الأمور الدينية من أصول وفروع الدين وكيفية الوضوء والصلاة وبعض الأحكام الشرعية والبعض الآخر منهن يتعلمن الطبخ من خلال متابعتهن المعلمة أو زميلاتهن في المطبخ أو من خلال إرشادات المعلمة كإفعلي كذا وكذا من أثناء الطبخ وغيرها قبل أن تنتهي فترة التعليم تكون قد أتقنت الطبخ أيضا.
أما الأولاد فدورهم في الخدمة شراء بعض المواد الغذائية كالخبز أو الكباب …إلخ من سوق الجامع مثلا للفطور ومساعدة أبناء المعلمة في بعض مهامهم إن وجدت والمساعدة في إصلاح بعض أجزاء المنزل من حظائر وغيرها. أو جلب الكاز (بالعربانه)

مقام المعلمة الإجتماعي :
للمعلمة مقام سامي في المجتمع في مقدمة على غيرها من النساء وخصوصا الكبار منهن ينصح الأهالي أولادهم وبناتهن لمعلمتهم بالتبجيل والتقدير والتوقير والسمع والطاعة وحشمتها وخدمتها وتنطبع فيهم هذه التعاليم والتوصيات حتى لما بعد التخرج والكبر فكثير من المتعلمين والمتعلمات لا ينسوا فضلها عليهم فبين حين وآخر يقصدون زيارتها للسلام عليها والسؤال صحتها وحالها و تقديم الهدايا لها وبالخصوص عند الرجوع من الأسفار أو في حالات الزواج فهي تكون في مقدمة المدعوات المكرمات يفسح لها المكان في المجالس بال ويخصصون لها مكان بارز ومميز.
صفات المعلمة:
تمتاز معلمة القرآن في الغالب بالخلق الحسنة من طيب وصبر وحنان ولطف ورحابة صدر فهي كالأم لتلاميذها تصبر على ما تكره من سوء تصرف البعض وتحن على الضعيف وتزور من يمرض منهم في بيته كل تلك الخصال الحميدة مستوحاة من تعاليم القرآن الكريم وسنة الرسول الكريم وآله الأطهار فهي مربية من الطراز الأول.
إن كان عليه نذراً من قبل والديه ويقدم في هذه الاحتفالية وجبة غداء مموش أو بعض الحلويات من ( جاكليت وبرميت ونخج ملبس ويرش عليه ماء الورد وينثر على رأسه المشموم وبعض الورد إن وجد ويقدم مبلغًا من المال للمعلمة وبعض الهدايا من قبل والديه طبعًا عند التعلم يوضع المتعلم جزء عم أو القرآن الخاص به على كرسي خشبي مصفح ويفتح شكل علامة الضرب في الرياضيات ( x ) بشكل منفرج تمامًا ومخصص للقراءة ومريح ,يجلس المتعلم على كرسي خشبي بارتفاع 15 سم وقديمًا يجلس على ظرف مصنوع من خوص النخيل الذي كان بالأساس مخصص لحفظ التمر.

طريقة التعليم الديني

تاريخ التعليم الديني
طريقة التعليم :
يحضر كل متعلم معه كتاب جزء عم أو القرآن , يشتريه من بعض المكتبات المحلية أو من المنامة وتوفر بعض المعلمات أجزاء لبيعها على المتعلمين وذلك لتسهيل الأمر, يفصل بحجم الجزء أو القران كيس قماشي بطرفه خيط متين للربط ولحفظه بعد الاستخدام وذلك صونًا وتقديرًا لهذا الكتاب المقدس. وكذلك يحضر معه كرسيّ خشبي مصفح ويفتح شكل علامة الضرب في الرياضيات ( x) بشكل منفرج تمامًا ومخصص للقراءة ومريح ,يجلس المتعلم على كرسي خشبي بارتفاع 15 سم وقديمًا يجلس على ظرف مصنوع من خوص النخيل الذي كان بالأساس مخصص لحفظ التمر.
تباشر المعلمة الرسمية تعليم الكبار من الوليدات واللاتي وصلن لمرحلة متأخرة من التعليم في القرآن أو الفخري أو وفاة النبي (ص) تساعد المعلمة الرسمية بعض من الوليدات الكبار اللاتي سبقن المتعلمين ولو ببعض الأجزاء من القرآن إما قبل بدء دورهم في التعلم أو بعده لتسهيل وتيسير أمور بعضهم البعض , كيفية التعليم عادة تكون المتعلم مقابل المعلم من جلوس متربع وفي الغالب أن المعلم يكون أرفع من المتعلم في الجلسة ليتسنى للمعلم متابعة القص بخوصة نخيل أو عود بلاستيكي تفاديًا لمس الحروف الشريف ومتابعة بدقة مع المتعلم وإن كان أكبر منه سنًا وحجمًا كما يتعلم الجميع من كلا الجنسين معًا وغالبًا ما يتهرب الأولاد قبل نهاية المدة المقررة للتعليم , غالبًا ما تعلم البنات الأولاد وليس العكس , المواد التي يتعلمونها عند المعلمة هي بدايات القراءة ومنها ما هو موجود في جزء (عم) من القرآن الكريم وهو عبارة عن أبجديات اللغة العربية وتهجئتها على سبيل المثال تبدأ المعلمة بتعليمهم الحروف وتهجئتها كألف لا شيء له والباء نقطة من فوق والتاء نقطتين من فوق والثاء ثلاث نقاط من فوق الجيم نقط من فوق والحاء لاشيء له والخاء نقطه من فوق وهكذا ومن ثم الدخول في البسملة ك (بي كسر بي- سين ساكن بس – ميم كسر مي بسم – ألف لام شده خنجري لام الل – ها كسر هي الله – الف لام شده نصب الر الر – حا ساكن الرح – ميم خنجري م الرحم – نون كسر م الرحمن – ألف لام شده نصب الر الر- حاء كسر حي الرح – ياء ساكن الرحي- ميم كسر م الرحيم فتجمع البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) هذه كيفية تهجئة الحروف المكونة لآية البسملة كسبيل المثال وغيرها بالفعل تكلف الوقت والجهد والعناء وبالخصوص لمن هم من ذوي الاستيعاب الصعب (عميان القلب) .وحين ينتهي المتعلم من أبجديات الحروف يبدأ بسورة الفاتحة وبقية قصار السور ثم يدخل في جزء تبارك ومن ثم يعود حتى سورة البقرة حتى البقرة , ومن حين وآخر تقصد أم المتعلم بيت المعلمة للسؤال عن مستوى التلميذ ومدى استيعابه وكذلك عن سلوكه , حتى ينتهي من حفظ القرآن ويتم تكريمه وتكريم معلمته التي علمته وحفظته القرآن باحتفالية يحضرها كل من يتعلم في بيت المعلمة بعد أن يزين بملابس جديدة وغترة وعقال إن وجد وحسب الحال والرغبة ويدعى لحفل الحفظ بعض من إخوته وأصدقائه وبعض وليدات المعلمات المجاورة بوسط الفريق أو بمسجد أو مأتم ومن المساجد التي تتم فيها الاحتفالية

مراحل الكتاتيب

مراحل الكتاتيب:
والتعليم في الكتّاب يمكن تصوره على مستويين:
المستوى الأول: يدرس الطالب والطالبة كتاب الله العزيز مبتدئاً بتعلم الحروف الهجائية، وهي الطريقة المعروفة منذ القدم، ويسميها علماء التربية طريقة تعلم الألفباء بأسمائها، وهي نوع من الطريقة التركيبية، ومن ثم يبدأ بدراسة قصار السور بتهجي حروف الكلمة ثم نطقها، وتستمر هذه الطريقة حتى منتصف جزء عم (الثلاثين) من القرآن الكريم، ثم يبدأ المعلم أو المعلمة بقراءة السورة آية آية أمام الطالب والطالبة وهو يرددها وراءه حتى يتقن السورة لينتقل منها إلى غيرها حتى نهاية القرآن، وتسمى عند العكريين بالسّرد.
المستوى الثاني: الإناث في هذه المرحلة فيدرسن كتاب (المنتخب) للشيخ فخر الدين الطريحي،ويسمونه (النسخه) وفيه سيرة الرسول ( ص) .
تمتاز الدراسة في الكتّاب بالتعاون بين من يتصدر التعليم فيه وبين الطلاب ذكوراً وإناثاً، حيث إن المتقدم في تعليمه يتولى تعليم المبتدئ والأكثر تقدماً يعلم الأقل منه وهكذا، ويتقاضى صاحب الكتّاب أجوراً زهيدة هي عبارة عن مبلغ رمزي (مربعانية) ، ويضاف إليه (الرفعات)

تاريخ التعليم في القرية

تاريخ التعليم في القرية: -
بالنسبة للتعليم في هذه القرية تمثل بداية في تعليم القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، والقصائد الحسينية، وبعد ظهور التعليم في البحرين أقتصر التعليم فيها على البنين فقط، وذلك لرفض الآباء والأجداد تعليم البنات في المدارس تمشيا مع عاداتهم وتقاليدهم. ومع مرور الأيام بدأ بعض الآباء يسمحن لبناتهن بالتعليم، وكانت أول فتاة التحقت بالتعليم هي (ملكة سلمان المصيبعي) وأختها (بدرية).
وتوجد بالقرية مدرستان إحداهما للبنين وتسمى (مدرسة المعامير الإبتدائية للبنين)، وهي تقع في الجهة الجنوبية المواجهة لقرية المعامير، وتأسست عام 1954م، وكان يدرس فيها أبناء قرى العكر والنويدرات والمعامير، وحاليا اقتصر فيها على أبناء قريتي العكر والنويدرات، وذلك بسبب فتح مدرسة أخرى في قرية المعامير. وفي السنوات القليلة الماضية تم إنشاء مدرسة للبنات في منطقة العكر الغربي سميت (أم القرى)، وقد تأسست عام 1990 ـ 1991م
بالنسبة للتعليم في هذه القرية تمثل بداية في تعليم القران الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وبعد ظهور التعليم في البحرين أقتصر التعليم فيها على البنين فقط. وذلك لرفض الأباء والأجداد تعليم البنات في المدارس تمشيا مع عاداتهم وتقاليدهم. ومع مرور الأيام بدأ بعض الأباء بالسماح لبناتهن بالتعليم.

اقسام العكر

أقسام العكر
تتكون قرية العكر من منطقتين : العكر الشرقي والعكر الغربي. وتنقسم كل منطقة إلى عدة أقسام، وسوف نتناول كل منطقة على حدة على النحو التالي:
أولا: العكر الشرقي
وينقسم بدوره إلى أربعة أقسام:
(1) الجبل : وسميت بذلك لوجود بعض الأراضي الجبلية فيها، وتسمى أيضا بالبدائع نسبة إلى جمالها، حيث يوجد بها الكثير من المزارع، وللطافة جوها في فصل الصيف، وقد كان أهالي هذه القرية قديما ينتقلون إليها في هذا الفصل. ويمتد هذا القسم من البحر شمالا حتى المقبرة جنوبا، ويوجد فيه قصر الشيخ خالد بن محمد بن سلمان آل خليفة.
(2) الخللبال : ويقال : إنها سميت بذلك لراحة البال وتنفيه الخاطر في هذه المنطقة، حيث تقع بمحاذاة البحر من الجهة الشرقية، وقد أقيم فيها حديثا قصر لرئيس مجلس الشورى السيد إبراهيم عبد الكريم حسن حميدان، وأقيم فيها أيضا شارع يمتد من شارع مجلس التعاون جنوبا إلى داخل المنطقة شمالا، وقد شيد هذا الشارع بمحاذاة البحر، وإلى جانب مزرعة وسكن رجل الأعمال المعروف عبد الله أحمد ناس.
(3) الديرة : وتقع في الوسط، وهي أصل السكن في القرية، وقد تركزت فيها المآتم الحسينية، والمقبرة، ومسجد الشيخ سهلان بن علي، ومسجد الشيخ مؤمن.
(4) المنكولة : وتقع في الجنوب بمحاذاة قرية المعامير، حيث يفصل بينهما شارع مجلس التعاون، وقد تركزت فيها في الآونة الأخيرة المحلات والمؤسسات التجارية، ومصنعي الرمل والثلج، وتوجد فيها أيضا عين العكر التي تزود هذين المصنعين بالماء، كما يوجد فيها ملعب لكرة القدم يخص نادي العكر الرياضي والثقافي، وكانت تسمى أرض الملعب سابقا (بالمنشر) حيث كان الصيادون ينشرون عليها الروبيان أيام الموسم.

ثانيا: العكر الغربي
وقد اقتصر في البداية على قسمين : النزلة والسبيل، وحاليا ثلاثة أقسام.
(1) القسم الشمالي : ويسمى النزلة، ويسكنه إخواننا السنة أمثال عائلة السعيدي، وهيا الخليفة.
(2) القسم الجنوبي : ويسمى السبيل، ويسكن في هذا القسم بعض الأسر البحرانية التي انتقلت إليه من العكر الشرقي. ويوجد بهذا القسم الكثير من المزارع، والمصانع كمصنع الكهف للملابس الجاهزة، كما توجد به مدرسة المعامير الإبتدائية للبنين، ومسجد الإمام علي عليه السلام.
(3) أما القسم الثالث : فقد نشأ حديثا خلال السنوات الإثنى عشر الماضية، حيث كانت هذه البقعة سابقا خالية من السكن، وذلك بسبب رفض الجميع السكن فيها، لأن أرضها لينة ورطبة ويقال إنها كانت بحرا فانقطعت عنها المياه ولم تصل إليها. وتسمى هذه المنطقة أيضا (بالخبة) وتقع بمحاذاة قرية النويدرات، ويسكن فيها الكثير من العائلات من سكنة العكر الشرقي، والنويدرات، وسترة.

الموقع

الموقع
تقع قرية العكر جنوب المنامة، جنوب غرب جزيرة سترة، تحدها مياه البحر من الجهتين الشمالية والشرقية، وتحدها من الغرب قرية النويدرات، ومن الجنوب قرية المعامير.
المساحة
العكر قرية صغيرة، تبلغ مساحتها 385’0 كيلو متر مربع تقريبا.

سـبب التسمية

سـبب التسمية
قيل : إنها سميت العِكْر لأنها الأصل أو لأنها أصلية في وجودها ثم حرفت بعد ذلك إلى العِكِر. وهذا ما يوافق ما جاء في لسان العرب من أن العِكْر، بالكسر يعني الأصل. ويرى بعض أهالي القرية أنها سميت بالعَكْر لتعكر خيول عبد الملك بن مروان فيها، ثم حرفت وسميت العِكِر. ونحن لا نميل إلى هذا الرأي، وإن وجد دليل على دخول عبد الملك بن مروان البحرين لمحاربة أهلها، وقد جعل سهلان بن علي على الأطراف الشرقية، وقبر هذا الرجل الجليل موجود في قرية العكر، وقد اتخذه أهل البحرين مزارا يتبركون به وينذرون إليه ويقصدونه من كل جانب ومكان.
ويرى آخرون أنها سميت بالعَكَر، بفتح العين والكاف، لأنها كانت بها عيون فتعكرت، فسميت بذلك نسبة إلى تعكر مياه عيونها. وهذا أيضا ما يوافق ما جاء في لسان العرب من أن العَكَر بالفتح هو : عكر الشراب والماء والدهن.
ولكن من خلال ما ورد على ألسنة الناس في هذه القرية وما أرجحه أنا شخصيا أنها العِكْر بالكسر : بمعنى الأصل وحرفت إلى العِكِر، لأنها سميت بالعكر قبل اكتشاف العيون فيها، ولأنها أصل جزيرة البحرين هذا ما توارثه الآباء الكبار، لكن لا نعلم هل هي الأصل في تكون هذه الجزيرة، أم الأصل في السكن أي تكون السكن منها هنا. لأننا نجد أن القرى المجاورة لم يكن فيها سكن، وإنما نشأ بعد ذلك

العناصر المعمارية المتمثلة في البيت البحري

العناصر المعمارية المتمثلة في البيت البحري
- العقود
1-العقود النصف دائرية.
2- العقود المدببة.
3- العقود المفصصة.
تبنى هذه العقود بعد أن يعمل لها مواضع ارتكاز، وهذه المواضع تعمل من الخشب أسفل منطقة القوس حيث يحسب في هذه الحالة ارتفاع القوس والشكل الذي يأخذه القوس، وبعد هذه العملية تحضر الحجارة على حسب الشكل المطلوب، ولكل قطعة حجر موضعها الأصلي، ثم ترص هذه المداميك الحجرية بعد تهذيبها ما بين الحجر الذي يمثل مفتاح القوس، وعند وضع المداميك يجب ان يراعى بأن يكون ضغط هذه المداميك على الجانبين من القوس، والذي يشد من عملية البناء ومتانته.
وكان يستعمل في عملية لحم المداميك الحجرية الجص أو النورة. وعملية إنتاج هذا الجص تستغرق فترة زمنية تزيد على شهر ونصف [13] أو شهرين إذا كانت الكمية تقدر بأكثر من 40 - 70 كيس من الطين. يحضر الطين من منطقة البحر القريب من المنطقة، وينقل الطين علىعربات الحمير إلى أرض قوية وصلبة، ثم يقطع إلى قطع صغيرة، وبعد أن يجف يغطى بجذوع النخل والأغصان، حيث تكون هذه الجذوع والأغصان جافة أيضاً، ومن ثم يتم إشعال النار فيها، وتستمر عملية الحرق أكثر من خمسة عشر يوماً، وبعد عملية الحرق يدق هذا الطين المحروق بمضارب سعف النخل، ويفضل أن يكون هذا المضرب أخضر لكي يسهل عملية التفتيت والتنعيم، ثم ينخل هذا الجص بالشباك لإزالة الشوائب العالقة به، ويوضع على شكل أكوام، ويوضع أحياناً في أكياس ثم يتم بيعه، وعند استخدامه في عملية البناء لا يضاف له إلا الماء، وبهذه الطرق المتعددة تتم عملية بناء البيت التقليدي بمدينة العكر[14] .






- الزخارف الهندسية في البيوت البحرية
ترى بعض الزخارف الهندسية على بعض واجهات البيوت المتمثلة في بيوت الأثرياء والمتوسطي الحال، قوام هذه الزخارف هي الزخارف الهندسية ذات الأشكال الدائرية التي تأخذ شكل النجمة أو ترس عجلة، وكذلك أشكال المربعات والمثلثات المتراصة، بحيث تكون شريطا زخرفي، وقد عملت هذه الزخرفة بواسطة الحفر على الجص قبل جفافه بآلة حادة، وظهرت بعض العقود كما أشرنا إليها حيث نجد عقوداً مفتوحة ومصمتة بأنواعها الثلاثة: النصف دائري والمدبب والمفصص، وهذه العقود تعتبر كعنصر زخرفي على واجهات البيت، وكانت هذه العقود شائعة بكثرة ومتطورة في العصر الأموي والعباسي، والمتمثلة في الجامع الأموي والجامع الكبير في سامراء في العصر العباسي [15] . بالإضافة إلى نقوش الآيات القرآنية، والأشكال الهندسية الموجودة على أبوب بعض البيوت البحرية التقليدية في المنطقة.
- الأبواب والنوافذ
تعمل الأبواب والنوافذ من خشب الجوز الذي يجلب من بلاد الهند. وقوام هذه الأبواب والنوافذ أنها مكونة من ضلعتين خشبيتين مصمتتين. وتزان الأبواب بظهور المسامير ذات الرؤوس الدائرية على خط مستقيم ومتوازي، وتظهر بعض الزخرفة في اللوح المحوّر الذي يمثل منتصف الباب، وكذلك الإطار العام للباب، ويوجد بعض الزخارف النباتية والهندسية على دفتي باب البيت، ويوجد باب صغير في بعض الأحيان في أحد دفتي الباب.
وقد استعملت كاسرات الشمس في المباني، وذلك بتغطية الفتحات الخارجية بالمشربيات من الخشب المخرط، وهذه المشربيات حققت غرضين اثنين هما:
أولاً: تأكيد عنصر الخصوصية لمستعملي الفراغات الداخلية خلف هذه الفتحات مما يمنع نظر المارة في الشوارع المجاورة.
ثانياً: الحد من قوة الإضاءة الطبيعية بهذه الفراغات الداخلية مع تقليل نفاذ أشعة الشمس إلى الداخل وذلك للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية بالإضافة إلى كونه عنصراً جمالياً.

البيت البحري

البيت البحري
1. تعريف: البيت البحري: هو البيت الواقع في المدينة ويكون مميزاً عن غيره من المنازل الأخرى من حيث البناء.
2. تخطيط البيت البحري: يحتوي البيت البحري على طوابق: أرضي وعلوي، يتألف الطابق الأرضي على عدد من الدور بين 2 - 5 دور، ومطبخ ومجلس ويكون عند مدخل البيت، وحمامين أحدهما داخل البيت والآخر عند مدخل البيت، ويحتوي على فناء مغطى، وهذا الفناء يكون في وسط البيت لاجتماع أفراد العائلة أو مجلس للنساء.
3. وصف بناء البيت والأدوات المستخدمة في عملية البناء:
وعند بناء البيت في المنطقة تحفر أساسات البيت على عمق يترواح من 1 - 2م تقريباً بعد أن تسوى الأرض المراد البناء عليها. وقد يشارك أصحاب البيت في عملية البناء مع العمال الذين يتقاضون أجراً يومياً مقداره روبية إلى روبيتين، وهذا كان قبل ستين سنة.
وبعد أن تحفر الأساسات بواسطة آلات يدوية تعرف أو تسمى الصخين ([1] ، والقدوم [2] ، والكزمة [3] ، يصل عرض حفرة الأساسات إلى ما يقارب 65 - 75 سم تقريباً، والذي يمثل عرض الجدار عندما ينشأ. ويكون حجر الأساس من نوع المداميك الحجرية الكبيرة من نوع الحجر الجيري الذي يؤتى به من المنطقة، وذلك لوقوع المنطقة غربي البحر، حيث أنشئت في المنطقة كثير من الأحياء السكنية من قبل أهالي المنطقة الذين يعملون في الأعمال الحكومية وغير الحكومية.




بعد أن ترفع أساسات البيت عن سطح الأرض قليلاً تراعى فتحات الأبواب، وبعد أن يصل ارتقاع الجدران إلى حوالي 145 سم أو أقل من ذلك عن سطح الأرض تظهر النقائل [4] في عرض الجدار، وتوجد هذه النقائل في أغلب الأحيان داخل الدور، وفي الجدار الذي يفصل بين الغرف والرواق.
والمسافة التي كانت تترك بين النقيلة واخرى أقل من 1م أو أكثر حيث يصل عرض النقيلة حوالي 35 سم، وطولها يمثل عرض الجدار حوالي 65 - 75 سم، وارتفاعها يمثل ارتفاع الغرفة. ويستعمل في بناء النقائل القطع الحجرية المتوسطة والحشوات الصغيرة، وتوضع هذه الحجارة بعد أن تهذب وتنظم أشكال هذه الحجارة حسب الموضع أو المكان المخصص لها تعرف باسم بناء الصلوخ [5] . أما الحجارة التي تبنى بها بقية الجدران فإنها توضع بغير تهذيب، والطريقة متراصة حيث تملأ الفراغات بالحشوات الحجرية الصغيرة، وعندما يتم وضعها داخل الجدار تسمى ساف [6] .
وفي هذه المرحلة ظهرت بارعة المهندس المعماري في تلك الفترة حتى يومنا الذي عرف لمهارته بالاستاذ [7] فنراه يهديه ابتكاره للإستفادة من الفراغات الكبيرة في الجدار بين النقائل ليجعل منها خزائن [8] بواسطة النقائل الحجرية، والتي كانت داخل الغرف أو في داخل الرواق، وقد عملت هذ المخازن أولاً وأخيراً لتخفي الضغط على عاتق الجدار، وعدم تكلفة صاحب البيت، وهذه الميزة امتازت بها العمارة الإسلامية.
وعندما يصل ارتفاع الجدار إلى 2 م توضع العوارض الخشبية المأخوذة من جذوع النخيل بعد تشريح الجذع إلى أربعة أجزاء طولية توضع هذه العوارض على امتداد طول الجدار، وبعد أن توضع قطع عرضية صغيرة بعرض الجدار في مقدمة ومؤخرة هذه العوارض الطولية؛ وذلك لجعلها مستقيمة على الجدار، وتحشى هذه العوارض بالحشوات الحجرية الصغيرة، ومن ثم تربط هذه العوارض بواسطة الحبال من ليف النخل.
وتمثل هذه العوارض عملية الربط بين الجدران بعضها البعض، وهي تعادل الجسور حالياً في العمارة الحديثة، ثم تستمر عملية البناء إلى أن يصل إلى السقف، فتوضع عوارض خشبية أسفل السقف، وهذه العوارض الخشبية من الجندل [9] ، ويوجد في أسفل هذه العوارض الخشبية معظم الأحيان فتحات التكييف بعضها مزخرف والبعض الآخر غير مزخرف، والتي يتم في أغلب الأحيان فتحها في كل من الجهة الشمالية والغربية؛ وذلك لاستقبال التيارات الهوائية القادمة إلى المنطقة من هاتين الجهتين، وهذه الفتحات تعرف باسم الرواشين [10] ، وهذه المرحلة تمثل مرحلة الانتهاء من الدور الأول لبناء البيت.
أما الدور الثاني من البناء يكون من ناحية التسقيف فقط، بحيث نجد تخطيط الغرف معمول، وذلك عندما تم الانتهاء من بناء الدور الأرضي، فعندها يتم وضع العوارض الخشبية على جدران الغرف، وهذه العوارض الخشبية من أخشاب الجندل، ويفرش فوق هذه السيقان الخشبية شرائح من الخشب الخيزران متوج بطريقة صناعة الحصر، ومن ثم يفرش فوق شرائح الخيزران الباسجير [11] ، ومن ثم يغطي بطبقة كثيفة من الطين والقطع الحجرية الصغيرة على الجوانب؛ وذلك لمنع تسرب الطين إلى الأسفل، وبعدما يوضع الطين فوق السقف يتم مسحه بواسطة لوح خشبي. وعند الانتهاء من السقف يشيد سطح البيت [12] ، بحيث تحيط به الجدران الأربعة. على ارتفاع 1.5 - 1.8 مترا.

بيت القرية (الحقل)

ثانياً: بيت القرية (الحقل)
كان هذا الطراز البدائي لسكن الإنسان في منطقة العكر هو العشش التي تمثل الكوخ، وكانت العشش تعمل من سعف النخيل أو الجريد
1. طريقة بناء الحقل
تتألف طريقة البناء بعملية تثبيت الجريدة في الأرض على مسافات منتظمة في خط مستقيم، ويوجه هذا الخط المركزي من جانبيه خطان آخران من الجريد، والذي يثبت بشكل قوي في الأرض، ثم تحنى رؤوسه لتشكل ما يشبه النفق، ومن ثم تربط بالخط المركزي ويشد بامتداد عمود يؤلف سقف البيت، وهذا العمود يكون ساق شجرة أو مأخوذ من جذوع النخيل، وكانت السقف والجدران تغطى بالحصير ويقوّى بالطين الذي جف حتى يمسك بإطار الكوخ، وفي بعض الأحيان النادرة جداً يوضع ورث البهائم مع الطين ليزداد قوة وصلابة.
2. الأبواب والنوافد في بيت الحقل
كانت الأبوب تقوم على عمود محوري مربوط بالجدار المكون من الجريد، ويكون الباب في العادة مصنوعاً من جريد النخل المجدول بالحبال بطريقة الفتلة [18] ، وذلك بطريقة فنية بارعة الدقة. وكانت النوافذ في بيت الحقل نادرة جداً، وإن وجدت على بعض بيوت الحقل.
3. الفناء الرئيسي لبيت الحقل
يكون الفناء في بيت الحقل مكشوفاً غير مسقف، بحيث تحيط به الجدران الأربعة المصنوعة من جريد النخل، وهذا الفناء يكون بمثابة المجلس، ويحتوي بيت الحقل على حمام، ويكون إحدى الزوايا من البيت [19] .

الساباط الممرات المسقوفة

الساباط الممرات المسقوفة
هذه الساباط تأخذ عدة أشكال مختلفة من حيث الزخرفة الموجودة بها، بعضها على شكل عقود نصف دائرية، والبعض الآخر على شكل عقود مدببة، والبعض الآخر على شكل عقود مفصصة [20] . ولهذه الساباط فوائد منها ما يلي:
1- تستخدم كمظلات عن حرارة الشمس والأمطار.
2- تجعل هناك مساحات يمكن استخدامها للألعاب الشعبية المعروفة في المنطقة مثل لعبة الهول والدوامة والتيلة وغيرها. ويوجد الكثير من هذه الساباط مسقوفة بجذوع النخل والحصير والطين وتكون هذه الساباط بين المنازل المتجاورة، ويكون فوق هذه الساباط بعض غرف البيوت، وهذه الساباط تمثل عنصراً جمالياً معمارياً.

البراحات

البراحات

البراحات اسم قديم كان يطلق على الساحات، وهذه الساحات استخدمت كأماكن للحسينيات. ولهذه البراحات عدة استخدامات هي:
أولاً: اجتماع الناس في مناسبات الزواج.
ثانياً: اجتماع الناس في مناسبات الفواتح.
ثالثاً: اجتماع الناس في المآتم الحسينية.
وكانت الصالات تبنى بالحصى والجص مثل المباني في المنطقة، ولكن بمساحة أكبر، ومن دور واحد أو دورين، وتكون نصف المساحة عادة مسقوفة بجذوع النخل، وهي تشبه المسجد تماماً في تفصيلها الداخلي، ولكنها لا تحتوي على المحراب. وتحتوي الساحة الداخلية على المبنى والأعمدة، ولكنها لا تحتوي على المحراب. وتحتوي الساحة الداخلية على المبنى والأعمدة، وتحتوي على المحراب.

وتحتوي الساحة الداخلية على المبنى والأعمدة، وتحتوي حجرة تستخدم كمخزن لأغراض الصالة، ومزودة الصالة بحمام داخلي بحيث يوجد في إحدى الزوايا من الصالة، وتجلب المياه إليه عن طريق البئر القريب من الصالة. ويوجد أيضاً مكان معين في إحدى زواياها الغير مسقوفة بمساحة 2×2م تستخدم لعمل القهوة والبخور.
وفي هذه الصالات تكثر الزخارف الهندسية المختلفة، تكثر فيها الآيات القرآنية المنقوشة على جدرانها الداخلية، وتوجد هذه النقوش أيضاً على بعض الأبواب. وتبنى هذه الصالات عادة من قبل العائلات الكبيرة في المنطقة مثل صالة بن جمعة
صناعة المداد من الليف، وصناعة الخزف من اعرق الصناعات، وصناعة الخوص تختص بها نساء الفلاحين، والسلال من اعواد القصب، والاقفاص من جريد النخل، واسرة للنوم، وصناعة الجص من الطين البحري، والتسجين من الصناعات المهمة، وهي من جذوع النخل تستخدم لتسقيف المنازل، والنجارة التي كان العكري يتفنن بها ويتقنها ومادتها محليا من التوت والسدر

صيد الاسماك

صيد الأسماك
مارس معظم أهالي العكر قديما مهنة صيد الأسماك، وقد اتخذها الكثير من الأهالي كمهنة أساسية لهم، ويطلق عليهم (بحاحير) والبعض الآخر اتخذها كمهنة مساعدة له لتعينه على تحمل مصاريف الحياة الباهضة.
وقد اشتهرت عدة عوائل في العكر بهذه المهنة منهم : عائلة المغّني، وعائلة آل حسين، وآل أم محسن، وأحمد إبراهيم سرحان. وهؤلاء اشتهروا بصيد الروبيان، أما عيال جاسم، وعيال محمد علي، والحاج عبد الله المغّني.. فقد اشتهروا بصيد الأسماك.
و كان أهل العكر يشتهرون في تلك الفترة بصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ. وكان الأهالي يعلمون تحت أمرة نواخذة كبار ومن هؤلاء النواخذة : النوخذة
ومن المهن القديمة هي صناعة القراقير (شباك لصيد السمك). وتعتبر مهنة صيد الأسماك من المهن القديمة والتي لا زال أهالي القرية يمارسونها بل ويعتمد البعض عليها في قوت حياته اليومية.
كان سيف العكر مليئا بالثروة السمكية والروبيان إذ تعتبر ثروة لهذا الوطن ومصدر رزق لسكان هذه الجزر. لكن لعبت عدة عوامل في تدمير الثروة السمكية، منها الصيد الجائر، التلوث، والردم العشوائي الذي لا يعي أهمية هذه الثروة التي أخذت تشح، وقد اختفت بعض الأسماك من مياهنا الإقليمية.

آداب المجلس والمائدة

آداب المجلس والمائدة
وكما كان للمجلس آداب وقواعد متبعة، كتصدر كبار السن ورجال العلم فيها، وتقديمهم في تناول المشروبات كالقهوة والشاي، والبدا بهم، كذلك للمائدة آداب خاصة، وتقاليد متعارف عليها، لاسيما في الولائم والدعوات، فكان كبار السن ورجال العلم بما فيهم المحتفى به يتصدرون المائدة، وقبل ان يوضع الطعام ينبري النادل فيحمل بيده اليمنى إبريقا وبالأخرى طشا، ويصب على ايدي الحاضرين، بادئا بصدر المجلس، فاذا انتهى صف الطعام امامهم وكتمل، واذن لهم صاحب الدعوة بالاكل، ولا يشرعون في تناوله حتى يبدا اكبرهم سنا، ثم يتلون البسملة قبل الشروع في الاكل وبعد الاكتفاء، بالحمد لله. وقد جرت العادة ان يرشوا السمن على صحن الرز، ويبرون المحتفى به بالاكثار منه، ويستعملون يدهم اليمنى في الاكل، ومن ادابه تصغير اللقمة وعدم السرعة، وكانهم لم ينسوا تعاليم جدهم الشنفري حين قال:
وان مدت الايدي الى الزاد لم اكن باعجلهم اذا اجشع القوم اعجل

السلوك الاجتماعي

السلوك الاجتماعي
من التقاليد المرعية في المجتمع طاعة الوالدين، والخضوع لهما والانصياع لأوامرهما، مهما كانت صائبة أو خاطئة، ومنها احترام كبار السن، وتقدير حنكتهم بحكم خبرتهم في الحياة فلا يسبقونهم في الكلام، ولا يمارونهم في الرأي ولا يتقدمون عليهم في المشي أو الدخول والخروج، ولا يبدأون قبلهم في الأكل أو الشرب، بل كانوا يحلونهم صدر المجلس، ويصغون لما يقولون، ويأخذون بمشورتهم في جلائل الأمور.
ومن الآداب الاجتماعية المتعارف عليها الوقوف عند كل قادم، لاسيما لكبار السن، واستعابة الأكل في الطرقات، والتلفظ بالكلمات البذيئة، وإفشاء السلام وتبادل التحيات مع من يعرفونهم أو لا يعرفونهم، أثناء اجتيازهم في الطرق أما بالنسبة للمرأة فيفرض عليها الخفر والحياء والطاعة العمياء لزوجها، فلا تخرج الا بإذنه، ولا تتصرف الا برأيه، كما يفرض على الفتاة ان تقبع في خدرها، وان تتحجب حتى عن النساء.
ومن ابرز مظاهر الحياة الاجتماعية التعاطف والكرم والنجدة، كصلة الأرحام والعطف على الفقراء، ومد يد المساعدة للمحتاج، فإذا حل شهر رمضان أو أيام الأعياد وزعوا الصلاة والصدقات، وإذا أصيب أحدهم بكارثة أو خسارة مالية هبوا لمساعدته، وإذا حدث حريق تضافروا للنجدة والإسعاف بصورة جماعية وكانت رابطة الجوار تحتل عندهم المقام الأول في الرعاية، فيقدمون للجار كل مساعدة ويسبغون عليه عطفهم وصلاتهم ويوصون برعايته فيقولون (عليك بالجار ولو جار) ويحرصون على اتصافه بالسمعة الطيبة والسيرة المحمودة، ويرددون (الجار قبل الدار)، كما كانت للضيف حفاوة بالغة، فكان لكل فرد ميسور الحال مجلس لاستقبال الضيوف، وكان في البلاد عدد من البيوتات، التي كانت لها ضيافة لاستقبال الوافدين من كل فج، فكان النزيل يقيم في ضيافتهم الى ان يستطيب له الرحيل، فيغادر معززا مكرما. وإذا كان شخصية معروفة، فانهم يحتفون به، ويقيمون له الولائم على شكل دوري يشترك فيها الوجهاء والأعيان.
وتقترن هذه الشيم بالفروسية والنخوة في نفسية أبناء العكر وطباعهم منذ القدم، فكان اغلب السكان من حملة السلاح، ولا يخلو أي منزل من الأسلحة الخفيفة، كالسيف والخنجر والبندقية، وكانت لها أسواق رائجة وأفراد متخصصون لإصلاحها، وتذكرنا الرماح الخطية التي كانت تصنع في منطقة الخط بما لهذه الظاهرة من عناية ومهارة عند السكان منذ اقدم الأزمنة، ولم تضمحل الا عندما استتب الأمن، وأدت النتيجة الى خلو المنازل من أي سلاح، واصبح هذا الجيل لا يعرف كيف يستعمل السلاح.

وضع المرأة

ثالثا: وضع المرأة
كان موقف المجتمع من المرأة فيما مضى تشوبه نظرة احتقار، فهو يراها دون الرجل مقاما، ويعتبرها عورة يجب سترها والتواري بها عن الانتظار والأسماع، فيرى انه ليس من اللياقة التحدث في شان من شؤونها فحسب، بل يرى من العيب ان يذكر اسمها في محافل الرجال، وحسب الرجل إذا ذكر المرأة في معرض حديثه ان يعقب تكريما لمستمعه بقوله (حاشاك) وكأن ذكرها من فواحش القول، ولعل هذه النظرة كانت متوارثة، ترجع في جذورها الى ايام العصر الجاهلي.
وقد بلغ الأمر أحيانا الى درجة استنكاف الرجال من تناول الطعام مع النساء، فيأكلون مع الذكور ولو كانوا صغارا وكأنهن من جنس آخر، والحقيقة ان وضع المرأة في الماضي كان أشبه بوضع الدواجن في البيت، لا وظيفة لها الا التفريخ، فليس لها كيان معترف به، ولا مشاركة في الحياة الاجتماعية، وكانت من صفات الكمال فيها ان لا تراها الشمس، وبلغ الأمر بالفتاة قبل الزواج ان يفرض عليها الحجاب حتى على النساء. وليس وضع الفلاحة التي تسهم في العمل بجانب الرجل بأحسن حال، ان لم تكن أسوأ، فهي تباع وتشترى في سوق المزايدة عند تزويجها، وليس لها رأي ولا خيار أما الآن بعد ان تعلمت المرأة وتفتحت مداركها، فقد انتزعت كرامتها، وأصبحت هي التي تقرر مصيرها وتختار شريك حياتها وفقا لتعاليم الشريعة الإسلامية.

تعدد الزوجات

ثانيا: تعدد الزوجات
كان تعدد الزوجات شائعا فيما مضى، وشذ من يقتصر على زوجة واحدة، لذلك كان لكل فرد ميسور الحال اكثر من زوجة، وقد تصل الى اربع، وكانت الحياة في بساطتها وعدم تعقيدها تشجع هذا الوضع، إذ ان الأمر لا يتطلب اكثر من دفع الصداق الزهيد، وتهيئة غرفة واحدة في المنزل وحشرها في مجتمع الحريم، دون ان تنقص آو تزيد من ميزانية الأسرة. أما بعد ان تعقدت الحياة وتنوعت متطلباتها في هذه الأيام فاقتضت الضرورة الاقتصار على واحدة فقط.

نظام الأسرة

نظام الأسرة
من التقاليد التي كانت متبعة عندنا حتى عهد قريب نظام العائلة الممتدة، وهو مازال حيا في بعض المناطق، لاسيما في القرى والأرياف، وهو ان يكون كبير العائلة هو عميد الأسرة، الذي بيده الحول والطول ومقاليد الأمور، والسيد المطاع الذي لا ينازع وهو المسؤول عن رعاية أفراد العائلة وهو المكلف بإطعامهم وكسوتهم والإنفاق عليهم.
ويمثل كبير العائلة الحاكم بأمره في الأسرة، والملك غير المتوج الذي يحكم رعاياه ضمن مملكته الصغيرة، فكلهم ينتظمون في خدمته، ويدورون في فلكه، ويقدمون له الطاعة والولاء، لذلك فهم لا يملكون التصرف في أمر من شؤونهم الخاصة، ولا يعملون شيئا الا بإذنه، كما ان الفتاة لا تملك من أمرها شيئا، فمصيرها مرهون بيد عميد الأسرة، يزوجها من شاء، ويرفض من شاء، وليس لها حق الاعتراض، وعلى العموم كان النظام القبلي بجميع مظاهره يطغى على أوضاع مجتمعنا في عصر مضى.
لقد كان نظام الأسرة يخضع في تماسكه الى عامل اقتصادي واجتماعي، أما في هذا العصر الذي توفرت فيه أسباب الرزق، وتأثر الفرد بالأنماط الاجتماعية الحديثة، فقد طغت النزعة الاستقلالية على تفكيره، وبدلا من ان تكون العائلة مؤلفة من عدد من الأسر في الماضي، أصبحت لا تشتمل الا على أسرة واحدة مؤلفة من الزوجين وأطفالهما في الغالب، وهي الأسرة النووية كما يسميها علماء الاجتماع.

الحرب العالمية

الحرب العالمية الثانية
في مساء 19 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1940، وتحديداً في تمام الساعة 2:20 صباحاً بتوقيت البحرين، دخلت الطائرات الحربية الإيطالية لأجواء البحرين وشنت غارة متواصلة على معمل التكرير (بابكو) وألقت 92 – وقيل 82 – قنبلة بالقرب من المعمل وتبيّن أن الطائرات كانت قادمة من جزر الدوديكان الواقعة على بعد 2800 ميل من جزيرة البحرين.
وفي خضم التفجيرات سارع مدير شركة بابكو بالذهاب إلى موقع المصفاة وأمر بإشعال الأضواء بقوة؛ ما جعل المنظر يماثل الحريق، وهذا ما جعل الإيطاليين يعتقدون أن أهم هدف في البحرين دمر وأن الحرائق ترى من بعد مئات الأميال.
الإنجليز اتخذوا احتياطهم المسبق لمثل هذه الغارات، فقد كدسوا تلالاً من السعف وجريد النخل الذي جمعوه من مزارع القرى القريبة من «بابكو» كالعكر والنويدرات والمعامير وسترة، وأثناء الغارة قاموا بإطفاء جميع الأنوار في الشركة وأشعلوا السعف بالنار للتمويه ونجحت الخطة حيث غادرت الطائرات أجواء البحرين بعد مشاهدة النيران تشتعل في الموقع.
(راديو روما) حسم الأمر في الساعة الثامنة صباحاً حين أعلن أن سلاح الطيران الإيطالي دمر البحرين، وقد ترك الحرائق مشتعلة فيها إلى درجة أن قُوّاد الطائرات كانوا يرون الحرائق تشتعل من بعد مئات الأميال.
وفي شهر يونيو/ حزيران من العام ذاته، قرعت صفارات الإنذار معلنة وقوع غارة جوية ثانية على معمل التكرير، وهذه المرة عبر الطيران الحربي الياباني فأصيب الناس بالذعر والهلع ولكن سرعان ما تبيّن أنها أخبار كاذبة.
وخلال فترة الحرب لمدة سبع سنوات، عاش أهل البحرين بين الخوف والجوع،ويذكر بلغريف في مذكراته أن العديد من مدارس البحرين في فترة الحرب العالمية حفروا فيها خنادق أو ملاجئ تحت الأرض في حدود المدارس، وذلك للاحتماء بها من القصف والغارات،
وكانت لبعض القرى ملاجئ صغيرة وبعضها تحتوي على مغارات صغيرة وقنوات مائية كان الناس قد هيأوها للاختباء فيها، وعلى سبيل المثال، فقرية العكر كانت توجد بها مغارتان وهما عبارة عن قناتين لمياه طبيعية كانتا مهيأتين لهذه المهمة كما ذكر أحد كبار السن من أهالي قرية العكر.

سنة البطاقة

سنة البطاقة1360
سنة البطاقة حدثت عام 1360 هـ بسبب حصار المحيطات والبحار التي توصل بواسطتها وسائل النقل البحرية جميع المواد الغذائية للعكر من أنحاء العالم والذي كان لا يستطيع أحد أن ينفذ من خلال البحر بشيء أبداً لأن الحرب العالمية الثانية قائمة على قدم وساق ، مما أدى إلى ندرة المواد الغذائية والاستهلاكية والضرورية وانعدامها تقريباً من الأسواق فما يحتاجه الإنسان لم يجده بأضعاف الأثمان بالرغم من قلة الدخل وعدم تنوع مصادره، ولكن متى وجد عند من يملك القلال شيء لا يستطيع أن يتصرف فيه إلا خفية لكي لا يراه أحد من الناس فيبلغ عليه الحكومة التي فرضت على الملاكين بيعه عليها لطرح التمور في الأسواق بالبطاقة لكي يباع على الناس بالرطل حسب أعداد أنفس الأسرة من أجل أن لا يموتون جوعاً في كنفها ، إذ الرز والسكر والدقيق وغيرها لم تكن متوفرة في البلاد وإنما الجريش والتمر هما المبسطان في السوق بالبطاقة من قبل الحكومة بأثمان موحدة وأسعار مقبولة وبتقنين البيع لعموم الفائدة وتغطية عجز الأطعمة لكي لا يحرم الفقير ويتمتع الغني مما جعل توزيع المواد الغذائية (خصوصاً حب الجريش والتمر) مقنناً لإعطاء كل حسب أعداد العائلة لا حسب الوجاهة أو وجود المال الذي لا يفيد ذلك الوقت من اقتناه ، فالمال عند بعض الناس متوفر ولكن الأطعمة شحيحة جداً ، وما يفيده المال الذي لا يحصل به على طعام يومه
أثناء نشوب الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى محاصرة البحار وخطوط التجارة في المحيطات، وهذا الأمر أدى إلى توقف الاستيراد والتصدير كان أغلب البحارة لا يستطيعون الدخول للبحر لطلب الرزق، فأيّ سفينة كانت ترصد في المياه يتم قصفها أو تتعرض للخطر بسبب الألغام المنتشرة في البحار، لذا توقف أغلب صيادي السمك وكذا أهل الغوص؛ ما أدى إلى نفاد المواد الغذائية والاستهلاكية وانعدامها من الأسواق المحلية.
ومما فاقم المشكلة هو أن الأمطار قلّت في تلك الفترة بدرجة كبيرة ما أدى إلى كساد الزراعة وقلة إنتاج التمر، فأغلب النخيل فسد بلحها وتحول إلى (شيصة) وبذلك ضاع أحد أبرز مصادر الطعام عند عامة الناس، وفي تلك الفترة، استغل بعض التجار هذه المعاناة حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى أضعاف مضاعفة على الرغم من قلة دخل عامة الناس الفقراء، ولذا تعرضت حياة الناس للخطر، فهم مهددون بالموت جوعاً وقد مات العديد من الناس في مختلف مناطق البحرين، حينها قامت الحكومة بطرح مشروع البطاقة وذلك لضمان عدم التلاعب بالأسعار.
كانت الحكومة تشتري «جلات» التمر ممن يملكه ثم تبيعه على الناس بالرطل حسب أعداد أفراد الأسرة عبر البطاقة التي يُحدَّد فيها عدد أفراد الأسرة، وفي تلك الفترة، نفد الرز والدقيق والعديد من المواد الغذائية وبقي الجريش والتمر فقط حيث يتم بيعهما بالبطاقة بأسعار موحدة ومقبولة، لذا كان الجميع يحصلون على الجريش والتمر حسب أعداد الأفراد.

سنة الطبعة

• سنة الطبعة 1344 هـ
سنة الطبعة التي حدثت في الساعة الثانية عربي ليلة الجمعة 13/3/1344 هـ في نهاية صيف ذاك العام حيث كانت قبل قفال الغوص بيومين اثنين فقط أي في نهاية موسمه السنوي
عصفت عاصفة هوجاء أو اعصار شديد ، وقد استمرت نصف ساعة كما يقول الأباء ولكن خلفت من ورائها الدمار الكبير في العكر وخربت كثيراً من الممتلكات والزراعة والمحامل طبعت والناس الذين فيها أكثرهم غرقوا ، إضافة إلى سقوط النخيل وقلع الأشجار وهدم المنازل المتصدعة وطيران الأكواخ من محالها ، ولم تجد في تلك الليلة إلا النوائح من كل مكان على من كان في البحر ، ولما هدئت العاصفة ذهبت جميع النساء والأطفال ومن في البلاد من الرجال إلى ساحل البحر وهم يبكون متطلعين إلى إخبار أهليهم وسلامة من نجا منهم ، مما جعل مردوده السي يطلق على هذا العام بسنة الطبعة لكثرة من طبع فيها من المحامل والناس الذين خسر بعضهم حياته وأزهقت في البحر روحه غرقاً ، وما أصاب البلاد من جراء ذلك الإعصار من خسارة فادحة في الأرواح والممتلكات التي تسببت في تعطيل الطاقات والإمكانيات بسبب موت الشباب وفقد عدد غير قليل من المحامل التي كان الناس يتسببون بواسطتها في البحر في صيد الأسماك والغوص ونقل البضائع من البحرين ، ومما عمله الإعصار من فساد المحصولات الزراعية وتخريب الأراضي المزروعة أو افساد الزراعة فيها والقضاء على محصولها في ذلك العام الذي عرف بعام الطبعة
كان المسجد ولا يزال منطلقا للتثقيف الإسلامي العام، حيث يستمع فيه الناس إلى الخطب والمواعظ الدينية في المناسبات كما يستخدم أيضا للعبادة.
وفي قرية العكر العديد من المساجد، أهمها مسجد الشيخ سهلان بن علي، ويوجد فيه ضريح الشيخ سهلان بن علي، وضريح الشيخ مقبل وتقع بجانب هذا المسجد مقبرة سميت باسمه، يوارى فيها أجساد أموات قريتي العكر والمعامير، حيث يختص القسم الشمالي بالعكر، والقسم الجنوبي بالمعامير.
كما يوجد بجانب المسجد نهر يمتد من المقبرة غربا إلى البحر شرقا، حيث يقسم القرية إلى قسمين : شمالي وجنوبي
من ابرز المواقع التاريخية المجهولة في جزيرة البحرين مقام ومسجد الشـيخ سـهلان بن علي الذي يقع في قرية العكر من المحافظة الوسطى ويضم ضريح الشيخ سهلان بن علي الذي يعود تاريخه للقرن الأول الهجري اي مع بزوغ فجر الاسلام ما يعادل اربعة عشر قرن.
لم نجد له ترجمة في كتب التراجم والأعلام ولكن ورد ذكره في القصة التي أوردها الشيخ يوسف صاحب الحدائق قدس الله روحه في كشكوله والتي يبدو أنه نقلها عن كتاب (مقتل أمير المؤمنين عليه السلام) للسيد عبد الجبار الحسيني الموسوي "ره" (ق11)، نذكرها ثم نحاول مناقشتها.
وإما ما يخص الأمير سهلان فلم نقف له على ذكر في غير هذا الكتاب لذلك فلا نستطيع ردّه ونفيه بالكلية، فربما اعتمد على مصادر ليست متوفرة لدينا الآن وهذا وارد جدا بسبب ضياع وفقدان الكثير من كتب علمائنا الأقدمين بسبب ما جرى عليهم من بلاءات عظيمة ورزايا جسيمة.
مرقده:
يقع مرقد الشيخ سهلان في قرية العكر على بعد 7 كم جنوب المنامة العاصمة، ومرقده مزور معظّم ومتبرك به. بناؤه الحالي منذ مطلع الثمانينات من القرن الميلادي المنصرم، حوالي سنة 1981م، قام ببنائه الحاج جعفر بن محسن بن زهير (مواليد 1948م) بمعاونة أهل العكر، بإشراف الشيخ منصور الستري رحمه الله، واستمر البناء فيه لمدة سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات.
أول من تولى سدانة المقام _ وذلك قبل الترميم وبنائه الحالي _ الحاج سلمان بن طلاق (المتوفى في 7 اكتوبر 1990م) ، ولم يعرف عن أحد قبله تولى قيمومة المقام لأن هذا الأمر مستحدث فلم يكن في السابق متعارفا لدى الناس أن يختاروا شخصا قيما على المسجد وإنما الأمر متروك لتطوّع الناس فكل من يسبق المصلين يشعل الفانوس ويؤذن، وهذا جار على كل المساجد والمقامات الأخرى في البحرين، ثم من بعده الحاج عبد الله بن أحمد بن سرحان حتى عام 2001م، وهو عمدة العكر السابق، ساعده الحاج علي بن رضي بن محمد علي بن محمد بن سرحان (من مواليد 1945م)، ومن بعده ابنه الحاج عبد المجيد بن عبد الله بمساعدة الحاج علي بن رضي أيضا.
ويوجد في جوار الشيخ سهلان قبر لعالم آخر اسمه الشيخ مُقبل، ولا يعرف له خبرا ولم أجد له ذكرا.
ممن صلى في هذا المسجد الشيخ علي بن الشيخ جعفر أبو المكارم رحمه الله المتوفى سنة 1944م الذي كان قاضيا في المحكمة الجعفرية في وقته، وابنه الشيخ عبد المجيد رحمه الله المتوفى في 26 رمضان سنة 1423هـ، وصلى فيه أيضا الشيخ منصور الستري رحمه الله المتوفى سنة 2000م، بل أقام فيه الجمعة في الفترة التي هدم فيها جامع سترة ، فكان يصلي جمعة فيه وجمعة أخرى في المعامير، وممن صلى فيه أيضا الشيخ عبد الحسن آل طفل المتوفى سنة 1996م.
وهذا المقام له مكانة عظيمة في نفوس أهل العكر والقرى المجاورة، وله وقوفات كثيرة من بساتين وعقارات وحظور بحرية، ومن عادة أهال العكر أيضا أن المتزوج يصلي فيه ركعتين ليلة الزفاف، وهو مزار معروف يؤمه الناس من مختلف مناطق البحرين والبلدان المجاورة، وينذر له.
المصدر: الاوقاف – المزارات في البحرين – محمد باقر الناصري
يقول الشيخ يوسف العصفور طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه: وجدت في كتاب يشتمل على جملة من فضائل سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام وأخبارا تدخل في ذلك الباب قال فيه بعد نقل تملك المختار رض الكوفة وقتل مصعب بن الزبير (ت 72هـ/691م) له ما هذا لفظه: وأما ما كان من خبر أهل الشام فإنه لما قتل عامر بن الطفيل بن ربيعة الشيباني وجاءت الأخبار بذلك إلى الشام _ وكان قد مات مروان بن الحكم (ت 65هـ/684م) وتولى الأمر من بعده ولده عبد الملك بن مروان (ت 86هـ/705م) _ فسار بنفسه إلى الكوفة في ألوف لا يحصى عددهم إلا الله تعالى وقد آلى على نفسه أن لا يبقي بها أحدا من شيعة علي عليه السلام إلا قتله، فلما سمع بذلك إبراهيم بن مالك الأشتر وصعصعة بن صوحان وعمرو بن عامر الهمداني المعلم وجماعة من خواص الشيعة رض هربوا من عبد الملك إلى جزيرة البحرين وكان زيد بن صوحان العبدي وصعصعة بن صوحان واليا عليها من قبل الحسن عليه السلام ولم يتمكن من عزله بنو أمية خوفا من أهل البحرين لأنهم لم يسلموا أمرا إلى بني أمية أبدا وهم كانوا أشجع أهل الدنيا وأقواهم جنانا وأفصحهم لسانا وأحبهم لأمير المؤمنين عليها السلام قلبا، قال: فبقي زيد بن صوحان حاكما في البحرين وقتلوا جميع أصحابه الذين أرسلهم إلى أهل الكوفة، فلما سمع بذلك حشّم عليهم من الأعراب والبوادي ما لم يعلم عددهم إلا الله تعالى وانحدر على أهل البحرين يومئذ في البلاد القديم عند المشهد وهو القلعة التي بناها الملك دقيانوس وهو الذي كان يدّعي الربوبية وهربوا عنه أصحاب الكهف والرقيم إلى جبل في الأحساء وكان زمان هذا الملك في الفترة التي ما بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليه السلام وبقيت هذه القلعة إلى زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى زمان بني أمية، وكانت بيوت أهل البحرين يومئذ متصلة من خلف القطع الجنوبي إلى بربورا وإلى كرزكان، وكان الرجل من أهل البحرين في ذلك الزمان يعد بألف فارس !.
قال: ثم أنه لما انحدر عليهم عبد الملك جعل زيد ابن صوحان على القلعة من يحرسها وخرج مع أهل البحرين إلى قتال عبد الملك وجعل ابراهيم بن مالك الأشتر سندا ومعهما عسكر كثير في وسط البلد، وجعل سهلان بن علي ومعه أهل الأطراف الشرقية، وجعل صعصعة أخاه وهو أغلب عسكره في الطرف الجنوبي أقصاه، وجلس الأمير زيد بن صوحان في كرزكان ومعه أهل الأطراف الغربية.
ثم وقع الحرب بينهم وبين عبد الملك ووقعت بينهم مقاتلة عظيمة يطول شرحها في هذا المكان.
قال: فلما رأى عبد الملك الشجاعة من أهل البحرين وقوة بأسهم على الحروب ورآهم أفرس أهل الدنيا، وكان يخرج عليهم بالخمسين ألف وبالمائة ألف من أصحابه فيحصدهم أهل البحرين حصد السنبل حتى كادوا يقتلون عبد الملك، فأشار عليه بعد ذلك أرباب أهل دولته بأن يستميل أهل البحرين بالرشاء والعطاء، فاستمال جهالهم وأشرارهم بذلك وأغرى بعضهم على بعض فقتل شرارهم خيارهم على الطمع وقتلوا ابراهيم بن مالك وسهلان وصعصعة ابن صوحان العبدي وقتلوا أخاه زيد بن صوحان والجماعة الذين خرجوا معهم من أهل الكوفة والذين نصروهم من أهل البحرين.
قال: فلما ظهر عبد الملك بالبحرين وأهلها أحضر أهل الأطراف الذين نصروه والذين استأمنوا ودعاهم إلى الخروج من التشيع فأبوا أن يخرجوا من دينهم وتعصبوا وامتنعوا عليهم وقد أخذهم الندم على قتلهم أخيارهم، فلما نظر عبد الملك إلى غضبهم وإظهارهم العداوة خاف منهم خوفا شديدا فقال لهم: طيبوا نفوسكم فإني أترككم على دينكم ولكم عندي ما أردتم ولكن أريد منكم أن تكونوا في جزيرتكم هذه ولا أحد منكم يحمل السيف ولا العصا ولا يشد وسطه إلى حرب أبدا ولا أحد ينقل السلاح ولكم علَيّ أن لا آخذ منكم شيئا من خراج بلدكم ولا أتعرض لكم بعد سنتي هذه، وهذا الشرط بيني وبينكم وعلَيّ في ذلك عهد الله وميثاقه.
قال: فحالفه أهل البحرين على ذلك وكتب الله عليهم الذلة فلم يشدوا أوساطهم بعد ذلك إلى حرب ولم ينقلوا السلاح إلى يومنا هذا.
ثم إنّ عبد الملك دفن عين السجور وكانت أقوى عين في البحرين ودفن عيونا كثيرة منها لأن مراده ضعف أهل البحرين وولّى راجعا عنها بعد ذلك. انتهى.
و يبدو أن الكتاب المذكور هو كتاب (مقتل أمير المؤمنين) للسيد عبد الجبار الموسوي الحسيني رحمه الله (القرن 11هـ) من خلال عدة قرائن تطابق ما وصفه الشيخ يوسف ره.
يقول الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة مبديا رأيه في الكتاب المذكور: (مقتل أمير المؤمنين ع ) للسيد عبد الجبار بن الحسين الحسيني الموسوي البحراني، معاصر المحدث الحر (ت 1104هـ) كما في (أمل الآمل) وهو مبسوط متداول في بلاد القطيف البحرين يقرؤونه في أيام الشهادة وغيرها،
يمكن أن يستفاد من رأي الشيخ يوسف طيب الله ثراه حول هذه القصة من أن هذه المراقد (زيد وعمير وابراهيم وصعصعة وسهلان) معروفة بهذه الأسماء في عهد سابق على عهد الشيخ يوسف، أي قبل القرن الثاني عشر، حيث قال: وحكاية الحكاية وإن كانت لا تخلو من ركاكة في التعبير وخلل في التحبير مع إصلاح كثير منها حال النقل إلا أن مضمونها موافق لما هو الموجود الآن في تلك البلاد ومشهور بين الخلف والسلف من قبور أولئك الأمجاد، فإن قبور هؤلاء المشار إليهم كلهم موجودة في البحرين.
وقد يكون الشيخ سهلان أحد الولاة والأمراء الذين ولّاهم الإمام الحسن ابن علي عليهما السلام على البحرين، والله أعلم.